في كتاب “المسألة الطائفية في لبنان؛ الجذور والتطور التاريخي” الذي صاغه الكاتب سليمان تقي الدين، يتمحور النص حول تحليل متأني للمسألة الطائفية المعقدة في لبنان، مستعرضًا جذورها وتطورها التاريخي على مدى العقود. يتألق الكتاب بمحتوى غني وشامل يمتزج بين التاريخ والسياسة، مما يسلط الضوء على الأحداث والتطورات التي أسهمت في بناء الواقع الطائفي في هذا البلد الواقع في قلب الشرق الأوسط.
يتألق سليمان تقي الدين بإلقاء الضوء على تلك الجوانب الغير مكشوفة للمسألة، حيث يتنقل ببراعة بين الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تشكيل هذا السياق الطائفي المعقد. يقدم الكتاب رؤية نقدية للأحداث التاريخية والقرارات السياسية التي ساهمت في تأزيم المشهد الطائفي، مما يسهم في فهم أعماق هذه المشكلة وتعقيدها.
يمتاز الكتاب بعمق البحث وتأطيره للسياق التاريخي بشكل دقيق، حيث يقدم تفصيلاً دقيقاً حول الأحداث والشخصيات التي ساهمت في بناء الهوية الطائفية في لبنان. كما يبرز الكتاب العلاقات الدولية وتأثيراتها على الوضع اللبناني، مما يضيف بعداً إضافياً لتحليل شامل لهذه القضية المعقدة.
تضفي دار إبن خلدون بصمتها على هذا الإصدار من خلال نشرها له، وتبرز التفاني في نشر المحتوى الثقافي المتميز. يأتي الكتاب بغلاف عادي، وهو اختيار يعكس التركيز على جوهر المحتوى وأهميته.
بوزن صفحات يبلغ 439 صفحة، يتيح الكتاب فرصة للقارئ لاستكشاف العمق التاريخي للمسألة الطائفية في لبنان، والتفاعل مع تحليلات الكاتب التي تتسم بالرصانة والاستنتاج الدقيق. يترجم هذا العمل إلى قطعة أدبية تاريخية ذات قيمة للباحثين والقراء المهتمين بالتاريخ والشؤون السياسية في المنطقة.