في سياق متعدد الأوجه يأتي كتاب “الاتحاد الأوروبي والدروس المستفادة عربياً” الذي صاغه الكاتب حسن نافعة، ويظهر كعمل مميز يندرج تحت قسم الكتب السياسية وتحديدًا في فئة السياسة الدولية. يتناول هذا العمل الضخم والمكون من 626 صفحة موضوعات تتعلق بالتجربة الأوروبية في مجالات التكامل والاندماج.
يستند الكتاب إلى فهم عميق للأسباب التي تبرّر الحاجة الملحة لإجراء دراسة جديدة حول التجربة الأوروبية، حيث يبرز نجاح هذه التجربة بشكل لافت. يتساءل الكاتب حول الأسباب التي جعلت من دراستها ذات أهمية خاصة، وكيف يمكن للتجربة الأوروبية أن تكون مصدر إلهام ودروس للواقع العربي.
تستند الرؤية المتقدمة للكاتب إلى مدى قلة الدراسات المقارنة بين التجربتين العربية والأوروبية، ويرى أنه من الضروري فحص العلاقة بين العوامل المؤثرة في نجاح التكامل الأوروبي وتلك التي يمكن تطبيقها أو تعديلها في الواقع العربي.
يتميز الكتاب بعمق تحليله وروعة تقديمه للتفاصيل، حيث يقدم للقارئ نافذة فريدة نحو أبعاد النجاح الأوروبي وكيف يمكن استيعاب هذه الدروس في سياق العالم العربي. يسلط الضوء على التحديات التي واجهت التكامل الأوروبي وكيف تم التغلب عليها، مما يفتح الباب أمام فهم أفضل لتطبيق هذه الدروس في سياق عربي متغير.
تأتي هذه الدراسة الشاملة ضمن إصدارات عام 2004، وقد أخذت على عاتقها مركز دراسات الوحدة العربية. الكتاب يتميز أيضًا بغلاف ورقي يعكس رونق العمق والأهمية التي يحملها مضمونه.
في الختام، يشكل هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لكل مهتم بالسياسة الدولية والتكامل، حيث يقدم رؤية شاملة وعميقة تستحق الانتباه والتأمل، ويعتبر إسهامًا بارزًا في سبر أغوار التحديات والفرص التي تنتظر المنطقة العربية في سعيها نحو التكامل والتقدم.