في كتابه الممتع والمثير للتأمل، يسلط الكاتب عبد العزيز المنصور الضوء على المسألة المائية في السياسة السورية تجاه تركيا. يستكشف المنصور بدقة الواقع المعقد لسوريا كإحدى الدول العربية التي تواجه تحديات جسيمة في مجال المياه، حيث يعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر الفرات. يأخذنا الكتاب في رحلة استكشافية عبر أراضي سوريا وتركيا، مسلطًا الضوء على تأثير تركيا كدولة مجاورة على وضع الموارد المائية في سوريا.
يشير المنصور إلى أن نهر الفرات، الذي ينبع من الأراضي التركية، يشكل الشريان الحيوي للمياه في سوريا. يتناول الكتاب بعمق العلاقة بين سوريا وتركيا في ما يتعلق بموضوع المياه، حيث يكشف عن التحديات والصراعات التي قد تنشأ نتيجة لتبادل المياه عبر الحدود. وفي سياق البحث الدقيق، يبرز المؤلف أن الأحواض الجوفية للينابيع السورية تتواجد بالقرب من الحدود التركية، مما يزيد من تعقيد الموقف.
يتناول الكتاب أيضًا التأثيرات البيئية والاقتصادية لهذه القضية، حيث يسلط الضوء على التداول الحيوي بين البلدين وكيف يمكن أن تؤثر سياسة تركيا في إدارة مواردها المائية على استقرار سوريا. ومن خلال دراسة عميقة تشمل 338 صفحة، يقدم المنصور تحليلاً شاملاً للوضع الراهن والتحديات المستقبلية المحتملة.
تتميز هذه القطعة الأدبية بأسلوب كتابي رائع وتقنية سرد تجعل القارئ ينغمس بعمق في أفكار المؤلف. تأتي هذه الورقة الثقافية والسياسية كإسهام قيم في فهم العلاقات الدولية وتأثيرها على مستقبل المنطقة، وتثير أسئلة هامة حول أهمية إدارة الموارد المائية بحكمة وتعاون دولي.