في كتابه الموسوم بعنوان “السياسة الخارجية الفرنسية إزاء الوطن العربي منذ عام 1967″، يقدم الكاتب بوقنطار الحسان روحًا استقصائية متميزة، حيث يتناول بعمق وتحليل دقيق سياسة فرنسا تجاه الوطن العربي على مدى فترة تمتد إلى عام 1967. يتسم هذا العمل بالطابع البحثي العميق والمقاربة الفعالة للموضوع.
تأخذ صفحات هذا البحث القارئ في رحلة عبر التاريخ السياسي، حيث يركز الكاتب على مشكلة جوهرية تتجلى في صراع يواجهه السياسة الفرنسية في الوطن العربي. يتجلى هذا الصراع في جدلية معقدة تتعلق بمفهومي الاستقلال والتبعية للمركز الإمبريالي. وبفضل تحليله العميق، يكشف الحسان عن التفاعلات والتبادلات الدقيقة بين هاتين الجوانب، مسلطًا الضوء على تعقيدات العلاقات السياسية.
ومن خلال مضمون الكتاب، يستخدم الكاتب لغة فصحى رصينة وهيكلية نصوص تتسم بالتنظيم والترتيب، مما يسهم في فهم عمق المواضيع المطروحة. يتجلى ذلك في الاستنتاج الرئيس الذي يفيد بأن فرنسا لم تتمكن من تحقيق توازن سياسي يعكس استقلالها الفعلي من التبعية للمركز الإمبريالي، وهو ما يمنح القارئ فهمًا أكثر عمقًا لتطورات العلاقات بين فرنسا والوطن العربي.
تبرز أهمية هذا الكتاب في تقديم رؤية شاملة ومفصلة للسياسة الفرنسية في المنطقة، مما يسهم في إثراء المعرفة حول التحولات والتحديات التي واجهت العلاقات الدولية خلال الفترة المعنية. يعتبر الكتاب إسهامًا قيمًا لفهم أعمق لأحداث التاريخ السياسي بين فرنسا والوطن العربي، ويشكل مصدرًا للباحثين والدارسين في ميدان العلوم السياسية والعلاقات الدولية.