“الموت الظالم: رواية” للمؤلف بين كير، والتي صدرت عن دار نشر ليزا درو بوكس في مايو 2002، هي عمل أدبي يغوص في أعماق النفس البشرية ويقتحم عالم القضايا القانونية مع التحقيق في جرائم حرب وقضايا القتل الخاطئ في المستشفيات. تدور الرواية حول شخصية المحامي إليوت ستون، الذي يعاني من تراجيديا شخصية تمثلت في وفاة زوجته الشابة كاثلين. بعد فترة قضاها في محاكمات جرائم الحرب في البلقان، يعود ستون إلى كولورادو لإعادة بناء حياته، لكنه يجد نفسه مجدداً في قلب مأساة عندما تتعرض جون، التي تذكره بزوجته، لضرب مبرح يتركها في غيبوبة بمستشفى في دنفر.
تتكشف الأحداث حين يُعيّن ستون وصياً على جون، ومع مرور الوقت، يبدأ في التوصل إلى قبول الأحداث المأساوية التي تعرض لها من خلال علاقته بتلك المرأة العاجزة. ومع وفاة جون، يبدأ ستون بالتعاون مع ابنتها، محاميتها، عالم الطب الشرعي، وأعضاء وحدة استخراج الجثث في محكمة جرائم الحرب، في تجميع أجزاء اللغز المتعلقة بكيفية تعرض جون للإعتداء، والأسباب وراء وفاتها بعد خمسة أشهر، وما وراء سلسلة الوفيات المشبوهة في المستشفى التي كانت تتلقى فيه العلاج.
الرواية تستعرض بشكل معمق موضوعات مثل الشر والعدالة، وكيف يمكن للأشخاص الطيبين أن يقوموا بأفعال شريرة. كما يتم التحقيق في طبيعة الشر نفسه من خلال الأحداث المتشابكة والمتقاطعة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. تعالج الرواية هذه القضايا بأسلوب يحبس الأنفاس، مستخدمةً الأحداث المحكمة والشخصيات المعقدة لرسم صورة واضحة عن التحديات الأخلاقية التي يمكن أن تواجه الفرد في ظل ظروف استثنائية.
في تعقيبه على الرواية، وصفت مراجعة كيركوس ريفيوز العمل بأنه يقدم ما يشتهيه عشاق الإثارة القانونية: تشويق في البداية، ومشكلات أخلاقية تلوح في الأفق بمنظر يهدد كالجبل الجليدي. يأتي هذا العمل كاستكمال لرواية “نوايا ضارة” لنفس المؤلف، حيث يعمق كير التوتر والتعقيد الأخلاقي إلى بُعد جديد، في تجسيد دقيق للمحاكم والمستشفيات ومواقع القبور الجماعية.
تعد “الموت الظالم” رواية تجمع بين الإثارة القانونية والبحث النفسي العميق، وتقدم للقارئ تجربة ممتعة ومثيرة للتفكير في آن معاً، كما تقود إلى التساؤل عن كيفية تعايشنا مع الأحداث المظلمة في حياتنا والبحث عن العدالة في عالم يبدو أحياناً مليئاً بالظلم والأسرار.