“عالم وطاغية” هو تحفة أدبية رائعة ألفها العالم والفيلسوف يوسف القرضاوي، تأتينا كمسرحية مميزة تتألق في ثوبها الثقافي والتاريخي. تمتد أحداثها عبر ثلاثة فصول، تجمع بين الحداثة في تقديمها الفني والقديم في موضوعها، إذ تستحضر لنا حادثة تاريخية هامة حدثت في العهد الأموي، تتناول صراعًا مثيرًا بين عالمٍ وطاغية.
تقع الأحداث في عهد الأمويين، حيث يظهر أمامنا عالم بارع ومفكر عظيم يدعى سعيد بن جبير، ويقابله طاغية فاسق يحمل اسم الحجاج بن يوسف الثقفي. يتناول النص الصراع الشديد الذي نشب بين هذين الشخصيتين البارزتين، وكيف انتهى الأمر بجريمة قتل بشعة حيث قتل الحجاج سعيد بن جبير، وبعدها بأيام قليلة مات الحجاج، مما أضفى على القصة طابعًا تاريخيًا مميزًا.
يبرز العمل بلغة أدبية رائعة، حيث يمتزج السرد بالوصف بشكل متناغم، ويتنقل بين المشاهد الحوارية والتفاصيل التاريخية ببراعة. يعكس الكتاب الجهد الكبير الذي بذله يوسف القرضاوي في تقديم الحقبة الزمنية الأموية بشكل ثري ومشوق.
يتألق الكتاب بتنوع مواضيعه، إذ يمزج بين السرد الأدبي والتأمل الفلسفي، مما يجعله قطعة أدبية فريدة من نوعها. تستعرض المسرحية الجوانب المظلمة والمشرقة في شخصياتها، مما يضفي على القصة طابعًا فلسفيًا يتيح للقارئ التأمل في مختلف جوانب الإنسانية والحكمة.
“عالم وطاغية” لا يقتصر على أحداث التاريخ القديم بل يفتح أفقًا جديدًا للقارئ للتفكير في القضايا الأخلاقية والفلسفية التي تعود إلى جذور الإنسانية. إنه عمل أدبي ذو قيمة فائقة، يتيح للقارئ فهم عميق للتحولات التاريخية والتفاعلات البشرية في تلك الحقبة الزمنية المحورية.
يصدر هذا العمل الرائع عن مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، ويأتي بتغليف عادي يعكس بساطة وجاذبية المحتوى الذي يحمله الكتاب. يندرج العمل تحت فئة الأدب والخيال، وتحديدًا تحت فئة المسرحيات، مما يجعله اختيارًا ممتازًا لعشاق هذا النوع من الأدب.
باختصار، “عالم وطاغية” يمثل تحفة أدبية تجمع بين الجمال اللغوي والعمق التاريخي والفلسفي، ويشكل قطعة أدبية استثنائية تترك أثرًا عميقًا في نفوس القراء، وتبرز مكانة يوسف القرضاوي ككاتب رائد في عالم الأدب العربي.