“مصباح الزجاجة في فوائد صلاة الحاجة”، كتابٌ يحمل بين صفحاته إمضاءَ العالِم الجليل عبد الله الغماري. يأخذنا هذا العمل الرائع في رحلة معرفية عميقة، حيث يستعرض في جزئه هذا، الذي ألفه “عند الله بن محمد بن الصديق الغماري”، حديث “توسل الضرير” بأسلوب لغوي أنيق وشيق.
تتناول صفحات الكتاب الحديث الذي يشكل محور النقاش، “توسل الضرير”، وتفحص صحته بمنهجية دقيقة تعتمد على القواعد الحديثية والأصولية. يتنقل الكاتب بين السطور ببراعة، يستند في تحليله إلى العقائد والمبادئ الأساسية، مرفقاً آراءه بدليل قاطع من المصادر الدينية، ما يضيف وزناً إلى محتوى الكتاب.
تسعى الدراسة إلى دفع كل ما يُثار حول صحة الحديث المتعلق بتوسل الضرير، وتقديم رؤية واضحة تعتمد على المنهج العلمي والمنطق الشرعي. يتقن الغماري في هذا السياق فحص الأدلة والتعامل مع الاعتراضات بروية، ما يمنح القارئ فهماً شافياً حول مدى صحة الحديث المعني.
وفيما يتناول الكتاب النقاش حول جواز التوسل من عدة وجوه، يفتح أبواب الفهم للقارئ، موفراً له مفاتيح لفهم أعماق الدين الإسلامي وفقهه. يقوم الكاتب بشرح دقيق لدلالات الحديث، موجهاً الأضواء نحو السمات الأساسية لقضية التوسل، مما يضيف طابعاً مميزاً للكتاب.
وكون الكتاب يتجاوز حدود النقاش حول صحة الحديث، يستعرض الغماري في صفحاته مباحث وفوائد تتعدى مجرد إثبات الصحة أو الباطل. يقدم للقارئ أفقاً أوسع يمتد إلى مواضيع مختلفة، يبين فيها العلاقات بين الحديث والفقه والأصول. يوفر الكتاب نظرة شاملة حول موضوعات مختلفة، ويثري المكتبة الإسلامية بإضافة ذات قيمة.
وتأتي هذه الدراسة ضمن إصدارات دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع عام 2005، وتأتي بغلاف ورقي يعكس جمال التصميم واهتمام الناشر بجعل الكتاب قطعة جمالية تلفت النظر. يأتي الكتاب ضمن فئة الكتب الإسلامية، تحديداً في فرع الفقه وأصوله.
بإجمال، يُعتبر “مصباح الزجاجة في فوائد صلاة الحاجة” إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية، حيث يقدم رؤية شاملة ومتعمقة حول موضوع توسل الضرير، مستعرضاً في الوقت ذاته جوانب وفوائد أخرى تثري المعرفة الدينية.