في هذا الكتاب المميز الذي يحمل عنوان “القول المختار في حديث تحاجت الجنة والنار”، يقدم الإمام البرزنجي رؤية مفصلة وعميقة حول تحليلات وتأويلات بعض الأفراد لنصوص ديننا الإسلامي، وتحديداً النصوص التي تتعلق بحديث تحاجت الجنة والنار. يأخذنا المؤلف في رحلة فكرية متأملة، حيث يتناول الابتلاءات التي أثرت في العلم والإسلام، حيث أدى اتباع بعض الأفراد للأهواء والبدع إلى ضلالهم، في حين غرق آخرون في الفلسفة وعلم الكلام، مما أدى إلى عمى عقولهم وفسادها.
يبرز الإمام البرزنجي أن هؤلاء الأفراد قد ضاقت صدورهم بالنصوص الواردة في كتاب الله، والتي تتعلق بوصف الله عز وجل بما يليق به، وتنزيهه عن غير ذلك. وفي محاولة للتفريق بين الحقيقة والتأويلات الخاطئة، يقومون بتأويل هذه النصوص تارة ويطعنون في ثبوتها وينكرونها تارة أخرى، حيث يقومون بقراءة ألفاظها ومبانيها، وفي نفس الوقت يحاولون تحريف المراد من معانيها والتلاعب بمفهومها.
تأتي هذه الرسالة اللطيفة كمحاولة لإبطال زعم هؤلاء وتوضيح سوء فهمهم للحديث المشهور في احتجاج الجنة والنار. يسعى المؤلف إلى إثبات صفة القدم لله تعالى وكذلك إثبات صفة الرجل له عز وجل، مع التأكيد على عدم الحاجة لتكلف تأويلات غريبة وبعيدة. وبطرحه لهذه المواضيع بأسلوبه السلس والمفهوم، يسهم الإمام البرزنجي في إلقاء الضوء على أمور هامة في فهم النصوص الدينية، مما يجعل هذا الكتاب إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية.
تتألف الرسالة من 72 صفحة، وقد صدرت عن دار إحياء التراث العربي، مع تصميم غلاف فني يلفت الانتباه. يُصنف الكتاب ضمن فئة الكتب الإسلامية، تحت فئة فرعية تتعلق بالحديث وعلومه. بالتالي، يمثل الكتاب مرجعاً مهماً للباحثين والدارسين في هذا المجال، ويشكل إسهاماً مبارزاً في فهم النصوص الدينية بطريقة صحيحة وسليمة.