“ما وسائل الإعلام الليبرالية؟: الحقيقة حول التحيز في الأخبار”
إن مسألة حماية وسائل الإعلام لأي مصالح، وكيفية ذلك، قد حققت أهمية تشبه أهمية الكأس المقدسة. هل يمنعنا التحيز الإعلامي من الحصول على القصة بأكملها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو المسؤول؟ هل هم الليبراليون الذين يزعم أنهم يديرون غرف تحرير الأخبار ومحطات التلفزيون والراديو في هذا البلد، مخدعين الجمهور غير المشتبه به إلى أن يخطئوا خطهم الحزبي للأخبار؟ أم هم الحافظون الذين حددوا التحيز الإعلامي كشعار تحريضي قابل للاشتعال بشكل موثوق حوله لتوحيد قاعدتهم السياسية وهم يعملون بطريقة ساخرة “على تحفيز الحكام”؟ أصبحت وسائل الإعلام منتشرة لدرجة أن مهما كان مكانك تحديداً على السياج العقائدي، أصبحت مسألة التحيز في وسائل الإعلام لا تُحَكَى.
معظم الانتقادات (والغضب) حتى الآن قد نشأت من اليمين السياسي، الذي قدم لنا الحجة غير المقنعة تمامًا بأن التحيز الليبرالي النظامي يدمر جودة الأخبار والمناقشة في بلدنا اليوم. يختلف الصحفي والمؤرخ إيريك ألترمان تمامًا عن ذلك. “ما وسائل الإعلام الليبرالية؟” يواجه سؤال التحيز الليبرالي وبالتالي يقدم تقييمًا حادًا ومقنعًا لواقع التحيز السياسي في الأخبار. على عكس الاستنتاجات التي توصل إليها آن كولتر، برنارد غولدبرج، شون هانيتي، وبيل أورايلي، يجد ألترمان أن وسائل الإعلام، بصفة عامة، هي أكثر تحفظًا تجاه المواقف الليبرالية من الليبرالية. على الرغم من أنه من الممكن العثور على دليل يدعم كلتا الآراء. حقيقة أن الحافظين يصرخون بصوت أعلى وبشكل أكثر فعالية من الليبراليين هو سبب واحد مهم يجعل وسائل الإعلام الكبيرة دائمًا في حالة تأهب تجاه التحيز “الليبرالي” ولكنها تتجاوز التحيز الحافظي بحرية. بعد قراءة “ما وسائل الإعلام الليبرالية؟” ستدرك أن القصة الحقيقية للسنوات الأخيرة ليست ما إذا كانت هذه الصحيفة أو ذاك المذيع متحيزًا وإنما إلى أي مدى يتم تنظيم صناعة الأخبار بأكملها لتوجيه وجهات نظر محافظة ودفع سياستنا نحو اليمين، بغض النظر عن مدى “ليبرالية” أي صحفي معين قد يكون.