في ظل المناخ السياسي المتوتر والتحولات الجيوسياسية الحادة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، تبرز أهمية مؤتمر هرتسيليا العاشر الذي يعد حدثًا سنويًا رائدًا يجمع العديد من المفكرين والخبراء والباحثين الذين يتناولون قضايا الكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين من زوايا متعددة. يأتي هذا المؤتمر في سياق استمرار التحديات التي تواجه إسرائيل على مستويات متعددة، سواء على الصعيدين الإستراتيجي والعسكري، أو في مجالات السياسة والاقتصاد.
من الملاحظ أن هذا العام يأتي بتحولات ومتغيرات كبيرة في واقع الكيان الإسرائيلي، حيث شهدت إسرائيل هزائم متتالية على يد قوى المقاومة والممانعة في المنطقة. ومع تراجع مشاريعها التوسعية سواء جغرافيًا أو في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، يواجه الكيان الإسرائيلي تحدّيات خطيرة. وفي هذا السياق، يتناول مؤتمر هرتسيليا العاشر هذه التحولات بشكل شامل، حيث يتم استعراض الأفكار والتصورات من قبل باحثين وخبراء مختصين في مجالات الدراسات الإستراتيجية والعسكرية والسياسية.
يأتي هذا المؤتمر في ظل فشل قادة الكيان الإسرائيلي وحلفاؤه الغربيين في محاولاتهم السابقة لكسر مقاومة المحور الإسلامي الذي يضم قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وإيران وسوريا. هذا الفشل يسلط الضوء على قوة هذا المحور وقدرته على مواجهة التحديات والمؤامرات التي يواجهها.
من خلال الأبحاث والأوراق التي تُقدم في هذا المؤتمر، يتوقع أن يحصل أصحاب القرار في الكيان الإسرائيلي على رؤى متعمقة حول التحديات والأخطار التي تحيط بهم. وبناءً على تجارب ودروس المؤتمرات السابقة، يمكن تحديد استراتيجيات فعّالة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق تحولات إيجابية في سياق الأمن والسياسة والاقتصاد.
وفي ختام هذه الورقة، يظهر مؤتمر هرتسيليا العاشر كمنصة مهمة للتبادل الفكري وتعزيز التفاهم حول القضايا الحيوية في المنطقة. إن توفير تحليلات وافية وأفكار مبتكرة في هذا السياق يسهم في تشكيل رؤى مستقبلية قوية تلبي احتياجات وتطلعات الشعوب المعنية.