في عالم الأدب والشعر الأندلسي، يتناول الكاتب مقداد رحيم في كتابه الرائع بعنوان “النوريات في الشعر الأندلسي” موضوعاً فريداً وشيقاً يتعلق بظاهرة النوريات في الشعر الأندلسي القديم. يتطرق الكتاب إلى فهم وتحليل هذه الظاهرة الأدبية المميزة التي تشكلت حول وصف النورة أو النواوير في القصائد والمقاطع الشعرية.
يتناول البحث في الكتاب مفهوم النورية، حيث يقوم الشاعر بتخصيص مقطعة أو قصيدة لوصف نورة واحدة أو أكثر من النواوير، ويُطلق على هذه المقطعة أو القصيدة اسم “نورية”، مُرتبطاً بمفهوم النور والزهر كوحدة واحدة. يبرز الكتاب التلاحم الفني بين مفهومي النور والزهر، مُظهراً أن النوريات تُعتبر أيضاً جزءاً من الزهريات، مع التأكيد على أن يكون العرض أو القصيدة ذا صلة فقط بالنور.
يمتد الكتاب على 188 صفحة، مما يشير إلى عمق البحث وتفصيله الدقيق في استعراض هذا الموضوع الأدبي المهم. يُلقي الكاتب الضوء على مختلف الجوانب والعناصر التي تشكل هوية النوريات، مع التركيز على التفاصيل اللغوية والفنية التي تبرز جمالية هذا النوع الشعري.
“النوريات في الشعر الأندلسي” يأتي من إصدارات دار الخير، ويتميز بغلاف كرتوني يعكس اهتماماً فائقاً بجودة التقديم والمحتوى. يُصنف الكتاب ضمن فئة الكتب الإسلامية، تحديداً في فرع القرآن وعلومه، مما يضيف له أبعاداً إضافية تتناول التأثير الثقافي والديني لهذا النوع من الشعر.
باختصار، يُعد كتاب “النوريات في الشعر الأندلسي” إضافة مهمة إلى المكتبة الأدبية والبحثية، حيث يقدم فهماً متعمقاً للنوريات كظاهرة شعرية، ويسلط الضوء على تأثيرها وجمالياتها في الساحة الأدبية الأندلسية القديمة.