في عام 1960، رأت دولة موريتانيا النور، حيث وُلِدَت في يوم 28 تشرين الثاني (نوفمبر)، في زمن لم تكن فيه هناك إدارة منظمة أو سلطة سياسية أو بنية تحتية أو اقتصاد عام أو حتى قطاع خاص مصنف. كانت البداية تتمثل في قطعة من التاريخ، وذكريات غامضة عن ماضٍ مجيد، ولكن ميراثًا ضئيلاً من الفترة الاستعمارية.
كانت التحديات تكمن في بناء دولة تنتظر البناء بأكملها، حيث كان يتعين استيراد كل شيء للبداية. في هذا السياق، كان على الموريتانيين بناء جسور قوية مع العالم الخارجي، وبث الثقة لدى الشركاء في تنمية البلاد. لتحقيق ذلك، كان من الضروري على الفاعلين الرئيسيين، سواء كانوا من النخب الفكرية، السياسيين، رجال الأعمال، أو الإداريين الساميين، أن يتعلموا لغات العالم الخارجي، وأساليبه، وأن يظهروا حسن النية والتواضع.
تتناول هذه الدراسة الفريدة والقيمة محاولة بناء الدولة الموريتانية الجديدة من خلال إلقاء نظرة تاريخية وتحليلية على النظام المصرفي المحلي. يُعتبر هذا النظام البوابة الفعلية لجميع عمليات التجارة الخارجية، وبصورة أوسع، لأي نشاط يتعلق بالتجارة والاستثمار والتنمية.
على مدى 60 صفحة، يقدم الكتاب نظرة شاملة لتطور النظام المصرفي في موريتانيا، وكيف أصبح جزءًا أساسيًا من التفاعلات الاقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي. يسلط الضوء على دور البنوك والمؤسسات المالية في دعم عمليات التجارة الخارجية وتمويل المشاريع، ويقدم تحليلاً عن كيفية تأثير هذا النظام على الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.
تُعد هذه الدراسة الشاملة والتحليلية للنظام المصرفي الموريتاني وتمويل التجارة الخارجية إسهامًا قيمًا في فهم التحولات الاقتصادية والتنمية في هذا البلد الشاب. إنها توفر للقراء نظرة عميقة وشاملة في مجال الاقتصاد والأعمال، وتضيء على التحديات والفرص التي واجهت الدولة الموريتانية في رحلتها النحو البناء والتنمية.