عنوان الكتاب “انتخابات 2004: كيف فاز بوش وما يمكنك توقعه في المستقبل” من تأليف إيفان توماس وإليانور كليفت، يقدم تحليلاً شاملاً وعميقاً للعملية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2004، والتي أسفرت عن إعادة انتخاب جورج دبليو بوش. يتبع الكتاب منهجية فريدة حيث أنه يستند إلى تقارير أعدها أربعة من مراسلي مجلة “نيوزويك” الذين تم فصلهم عن المجلة ليعملوا بدوام كامل في تغطية الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين والديمقراطيين، مما مكنهم من الحصول على وصول غير معتاد إلى كواليس الحملات الانتخابية.
خلال السنة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، سافر هؤلاء المراسلون مع المرشحين، عاشوا في مقراتهم، وبنوا علاقات مع فرق عملهم. تمكنوا من هذا بفضل وعد قطعته “نيوزويك” بعدم الكشف عن أي معلومات حتى بعد انتهاء الانتخابات، مما سمح لهم بالاندماج في الخلفية ومراقبة الأحداث والاستماع للمناقشات دون أن يلاحظهم أحد.
إيفان توماس، الذي كتب عن هذه العملية لثلاث انتخابات سابقة، قد نجح في كل مرة في نسج سرد قصصي متقن وحائز على جوائز من خلال تقارير فريق “نيوزويك”. الهدف من الكتاب هو تقديم سرد غني وبشري وشخصي عن المحنة الاستثنائية للترشح للرئاسة. تتمثل الشخصيات الرئيسية في المرشحين، عائلاتهم، وكبار مستشاريهم، الذين يواجهون الشك، الإرهاق، وسائل إعلام معادية، وبعضهم البعض في صراع عالي المخاطر ينتج عنه فائز واحد فقط.
انتخابات عام 2004 كانت مليئة بالتوتر والنزاع الشديد في بلد مقسم بعمق، وكانت تحت وطأة حرب غريبة وصعبة. كان مراسلو “نيوزويك” حاضرين في اللحظات الحاسمة، يسجلون المشاهد التي حددت نتيجة الانتخابات. بعد الانتخابات، يقوم فريق “نيوزويك” بإنتاج نسخة موسعة من القصص التي نُشرت في المجلة، ويكتب توماس مقالاً عن الإدارة الجديدة، الشخصيات الرئيسية فيها وآفاقها، والنغمة والاتجاه الذي من المتوقع أن تسير عليه.
الكتاب الذي ينتج عن هذه العملية يعد بمثابة مسودة أولية للتاريخ، ليست خشنة، بل مدروسة ومبلغة بشكل عميق. يصنف الكتاب ضمن العلوم السياسية، خاصة في العملية السياسية والانتخابات، وقد نشرته دار النشر “بابليك آفيرز” في يناير 2005.
من خلال هذا التحليل المفصل، يُعرض الكتاب كأداة مهمة لفهم كيفية تفاعل الديناميكيات السياسية والاستراتيجيات خلال الحملات الانتخابية الأمريكية، بالإضافة إلى تقديم رؤى حول التحديات والصعوبات التي تواجه المرشحين وفرقهم.