يقدم الكتاب “الطوائف: الإيمان والشفاء والإكراه” للكاتب مارك جالانتر تحليلاً شاملاً لظاهرة الطوائف الكاريزمية وتأثيرها على المجتمع الأمريكي. يركز الكتاب على تطور الطوائف من كونها فرعاً غريباً من ثقافة الستينيات المعادية للنظام، إلى أن أصبحت جزءاً من الحياة الأمريكية اليومية. بدءًا من الزواج الجماعي في كنيسة الوحدة الخاصة بصن ميونغ مون إلى الانتحار الجماعي في جونستاون، تعتبر الطوائف ومعتنقوها جزءاً لا يتجزأ من الواقع الأمريكي.
يستخدم جالانتر موادًا مشتقة من خمسة عشر عامًا من اللقاءات المباشرة مع الطوائف ومنتقديها، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من بحوثه الكمية. يوضح ليس فقط كيف يشعر ويفكر أعضاء الطوائف في جميع مراحل انخراطهم، بل وكيف تتفاعل القوى الاجتماعية والنفسية الأكبر داخل الطوائف لتوجيه وتعزيز الالتزام الفردي.
بعد تحليل الجمع بين التماسك الاجتماعي والمعتقدات المشتركة والوعي المغير الذي تقدمه الطوائف للمجندين المحتملين، يوضح جالانتر كيف يتم تنظيم هذه القوى في أنظمة اجتماعية متكاملة تخفف القلق الداخلي بينما تصد الهجمات، الحقيقية أو المتوقعة، من الخارج. وأخيرًا، يوضح هذا النظام الأساسي في العمل، سواء في الحركات الناجحة مثل كنيسة الوحدة وفي الفشل الكارثي مثل “موف” و”معبد شعب جيم جونز”.
يتناول الكتاب قصصًا مؤثرة – حسابات شخصية للتحولات، والحياة اليومية تحت حكم القادة الكاريزميين، والخيبات، والرحيل الطوعي والمضطر – ونظرات شاملة ومثيرة للاهتمام على العديد من الطوائف الأكثر تأثيراً، بما في ذلك أكثر التحليلات النفسية شمولاً لتطور “مونيز” التي تم نشرها على الإطلاق.
العديد من النتائج التي توصل إليها جالانتر، خاصة حسابه للتشابه بين الطوائف وحركات التحفيز الذاتي المتحمسة، مثيرة للجدل بشدة، ومناقشته للتأثير القوي الذي تمارسه “مجموعة النبيذ المجهولة” على أعضائها سيثير الكثير من الجدل.
ومن خلال تجاوز الكشف والاعترافات التي ميزت الكثير من الأدب في هذا الموضوع، يقدم جالانتر أكثر تحليل نفسي شامل للطوائف المتاح. على الرغم من أنه يستند إلى بحوث موقعية شاملة، فإنه يتيح الوصول الفوري إلى القارئ العام وإلى أي شخص يهتم شخصيًا أو مهنيًا بالطوائف.