يتناول كتاب “التحليل النفسي للذات الإنسانية” للكاتب فيصل عباس موضوع فلسفة التحليل النفسي على مستويين متداخلين بشكل متقن وعميق، حيث يقدم تحليلاً شاملاً لتطور بنيوية الشخصية وديناميات العالم الداخلي للإنسان، إلى جانب دراسة التطور التاريخي للمجتمعات البشرية وقضايا الإنسان والحضارة. يتأمل الكتاب في أفكار فرويد وكيف تعكس تطور نظريات التحليل النفسي، حيث تتجلى مقومات الفرويدية في التأكيد على الحتمية النفسية والبيولوجية، وحتمية اللاوعي والكبت، وعالمية الأوديب، كما يبرز الكتاب الغايات الواسعة التي سعى إليها فرويد من خلال مذهبه، إذ لم يكن هدفه مقتصرًا على علاج الاضطرابات النفسية بل أراد بذلك أن يكون له فلسفة سيكولوجية شاملة تشمل تفسيرًا للسلوك الإنساني وحتى حركة التاريخ والمجتمع والحضارة.
وتتجاوز النظريات التحليلية النفسية حدود التقنيات والعلاج، لتنطلق في استكشاف استلاب الذات الإنسانية ومعاناتها في الحضارة المعاصرة، مما يجعل الكتاب مرجعًا أساسيًا لفهم تفاعل الفرد مع العالم الداخلي والخارجي وتأثيراته على شخصيته وسلوكه.
ومن خلال الصفحات الـ 248 التي يحتوي عليها الكتاب، يعرض الكاتب تحليلًا شاملاً ومفصلاً لهذه القضايا، مستعرضًا غلافه الكرتوني الذي يضفي عليه جاذبية وجودة، ويعزز من قيمته كعمل فلسفي مميز. صدر الكتاب عام 2008 عن مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع، مما يؤكد على جودة الإصدار والاهتمام بالعناية بتقديم المحتوى بشكل ممتاز.
باختصار، يعد كتاب “التحليل النفسي للذات الإنسانية” لفيصل عباس مرجعًا مهمًا في مجال الفلسفة، حيث يقدم تحليلًا عميقًا وشاملاً لفرويد وتأثيراته في فهم الإنسان وحياته وتفاعله مع العالم من حوله، ويسلط الضوء على أهمية التحليل النفسي في فهم الذات والمجتمع.