تتناول هذه الدراسة الشيقة والمفصلة للكاتب باسل ذنون موضوع الأخطاء والضوضاء في مختلف المجالات العلمية والتقنية، حيث يُركز الكتاب على تحليل ودراسة هذه الظواهر بشكل شامل ومتخصص. يتيح الكتاب فهماً أعمق لطبيعة الأخطاء وتصنيفها، مع تسليط الضوء على مفهوم “عدم اليقين” وأنماطه وتطبيقاته في الميدان التجريبي.
تقدم المقدمة في الكتاب نظرة شاملة حول مفهوم الأخطاء، مشيرة إلى تنوع استخدام مصطلح “خطأ” في مجالات متعددة. كما تلقي الضوء على التصنيف الشامل للأخطاء، وتقديم إطار نظري موسع يتناول تاريخ نشوء نظرية الأخطاء وتطويرها عبر الزمن.
يُسلط الضوء في أجزاء الكتاب اللاحقة على الأخطاء العددية التي قد تنشأ في مجالات مثل الرياضيات وعلوم الحاسوب، مع التركيز على الأخطاء الناتجة عن التقريب وخطأ التدوير. يُقدم الكتاب أيضاً نظرة عميقة على بعض الطرق الشائعة المستخدمة في عمليات التقريب.
تشكل الجوانب الإحصائية في الدراسة جزءًا هامًا حيث يتناول المؤلف مواضيع متعلقة بالأخطاء والضوضاء باستخدام الأساليب الإحصائية. يتميز الكتاب أيضاً بشرح موجز وواضح لموضوع الضوضاء، حيث يتم تبسيط المفاهيم الرياضياتية المتعلقة بها، ويُعزز هذا الشرح بأمثلة واقعية تسهم في فهم القارئ للمفاهيم المعقدة.
يتميز الكتاب بتوجيه القارئ نحو فهم أعمق للموضوعات المعقدة، ويعتمد على المحاكاة كأداة أساسية لتوضيح أنواع مختلفة من الضوضاء، مما يجعله مرجعًا قيمًا في فهم الأخطاء والضوضاء في مجالات العلوم والتقنية. يُنشر هذا الكتاب القيّم بغلاف ورقي عام 2004 عن مركز دراسات الوحدة العربية، ويتألف من 452 صفحة، مما يمنحه قيمة إضافية كمصدر شامل ومفصل في فهم هذا الموضوع المعقد.