في كتابه الذي يحمل عنوان “الاتصال والإعلام في الوطن العربي”، يقدم الكاتب راسم الجمال نظرة شاملة وعميقة إلى التطورات التي شهدتها حرية الفكر والتعبير في بعض الدول العربية خلال بداية القرن الحادي والعشرين. يعتبر الكتاب توثيقًا هامًا للتحولات الكبيرة التي شملت المشهد الإعلامي في هذه الدول، مسلطًا الضوء على التحولات والتغييرات الجذرية التي أثرت في طبيعة وأساليب الإعلام.
من خلال رصده للأحداث الرئيسية، يتناول الكاتب بشكل مفصل الأشكال المتقدمة من الحريات الإعلامية المقننة، والتي تعكس توجهات ليبرالية في بعض الدول العربية. يتطرق الكتاب إلى الأسس التاريخية والاجتماعية التي أسهمت في صياغة هذه الحريات، مقدمًا تحليلاً عميقًا للتأثيرات الثقافية والاقتصادية على تشكيل هذا السياق الإعلامي.
وفيما يتعلق بالصحافة والإعلام، يبرز الكاتب الجوانب الليبرالية التي طغت في بعض الأقطار، ويقدم تقييماً شاملاً للممارسات الليبرالية التي أثرت على نظم الإعلام في هذه الدول. كما يقدم تحليلاً للتحولات في مجال الصحافة وكيف أثرت التيارات الليبرالية في تشكيل مضمون وأسلوب الإعلام في هذه السياقات.
يمتد الكتاب على 346 صفحة، مما يعكس عمق المحتوى والتفصيل الذي قدمه الكاتب. صدر الكتاب في عام 1996 عن دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، مما يؤكد على الأهمية التاريخية لهذا العمل وتأثيره في فهم التحولات الإعلامية في الوطن العربي في تلك الفترة.
يتميز الكتاب بغلاف ورقي يعكس اهتماماً بالتفاصيل الجمالية، مما يضيف للقارئ تجربة لا تقتصر على المحتوى الفكري ولكن تمتد إلى الجانب الجمالي للكتاب. يندرج الكتاب تحت فئة الصحافة والإعلام، حيث يقدم تحليلاً شاملاً في هذا الميدان، ويُصنّف تحت فئة الإعلام كما يتجلى من العنوان الفرعي الذي يشير إلى طبيعة المعلومات التي يمكن العثور عليها بداخله.
باختصار، يعد كتاب “الاتصال والإعلام في الوطن العربي” لراسم الجمال مرجعاً هاماً يستحق القراءة لفهم التحولات الإعلامية في الوطن العربي وتأثيرها على الحياة الثقافية والاجتماعية في ذلك الفترة.