تعدّ كتاب “الطائفية والحرب” للمؤلفين وجيه الكوثراني وفاضل الربيعي من الأعمال الفكرية البارزة التي اخترقت أعماق التحليل الأنثروبولوجي لفهم التجربة العراقية في أعقاب الاحتلال الذي وقع في 9 نيسان / أبريل 2003. يتميز الكتاب بمنهجه الفريد، حيث قام الأستاذ فاضل الربيعي بتقديم تحليل موضوعي وعميق يفتح أفقًا جديدًا لفهم الأحداث والظواهر التي شهدتها البلاد.
في هذا العمل الضخم البالغ عدد صفحاته 304 صفحة، يستند الربيعي إلى منهج أنثروبولوجي دقيق لإلقاء نظرة على الحقبة التي تلت الاحتلال، محاولًا تشكيل صورة تفصيلية تربط الظواهر والتداعيات بالنتائج السياسية والاجتماعية. يبرز الكتاب جهودًا فريدة في قراءة معاصرة للتاريخ العراقي، حيث يتجنب الكوثراني والربيعي الوقوع في العراقيل النمطية ويسلطان الضوء على الجوانب الأكثر تعقيدًا وعمقًا في الواقع الاجتماعي والسياسي.
من خلال تحليلهم العميق، يسلط الكتاب الضوء على جوانب مختلفة من الصراع العراقي، محاولين فهم جوهر الصراع والقوى المحركة وراءه. وفي ظل الظروف الصعبة التي شهدها العراق، يتناول الكتاب قضايا الطائفية وتأثيرها على الديناميات السياسية، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى الفهم الشامل.
يُنشر الكتاب بغلاف ورقي، مما يضفي لمسة من التقدير لهذا العمل الفكري الرائع. تأتي هذه الأوراق من منشورات دار الفكر المعاصر، التي تعتبر مصدرًا موثوقًا للمؤلفات ذات الجودة العالية في عدة ميادين، وتبرز هذه النشرة ضمن فئة الكتب السياسية وتحديدًا في فرع السياسة العربية.
باختصار، يعتبر كتاب “الطائفية والحرب” مساهمة قيمة وفريدة في فهم تفاعلات وأبعاد الصراع العراقي، حيث يقدم تحليلاً غنياً وشاملاً يمزج بين التأصيل الأنثروبولوجي والتحليل السياسي بطريقة متقنة ومستفيضة.