في الخامس من أكتوبر عام 1977، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية العسكرية حدوثًا في التاريخ، حيث شهدت منطقة بالقرب من مدينة أريحا في الأردن حادث تحطم مأساوي لمروحية من طراز Sikorsky CH-53D تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. الحادث وقع في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، وكانت الظروف غير مواتية للغاية، إذ انفجرت المروحية وانحرفت عن مسارها بعد وقت قصير من إقلاعها.
كانت المروحية تقل 54 شخصًا على متنها، لكن الحادث أسفر عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم المكونين لهذه الرحلة القصيرة. لم يكن هناك أي ناجين من هذه الكارثة المروعة التي أثرت بشدة على عدة عوائل وأمم.
تبين في التحقيقات اللاحقة أن الحادث نجم عن خطأ فادح من قبل طاقم المروحية، حيث قاموا بالطيران بارتفاع غير آمن داخل منطقة غير مألوفة بالقرب من أريحا، مما أدى إلى فقدان السيطرة وتحطم المروحية وانفجارها. ربما تكون الضغوط الزمنية أو الظروف الجوية الصعبة قد ساهمت في اتخاذ القرارات الخاطئة التي أدت إلى هذه الكارثة الفظيعة.
تجدر الإشارة إلى أن الحادث أسفر أيضًا عن تدمير المروحية بالكامل، مما جعل عمليات البحث والإنقاذ أكثر صعوبة وتعقيدًا، ولكن تمكنت الجهود الإنسانية المشتركة من العثور على جميع ضحايا الحادث والعمل على التعامل مع الوضع بأقصى قدر من الفعالية والمهنية.
بالنهاية، أثبت هذا الحادث المروع أهمية الالتزام بالإجراءات الأمنية الصارمة وضرورة التدريب المكثف والتأهيل لطواقم الطيران، فضلاً عن الأهمية القصوى لاتخاذ القرارات الصائبة في ظل الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر.