في الثامن من سبتمبر عام 1994، كانت لحظة مريرة لشركة الطيران الأمريكية “يو إس إير” (USAir)، عندما تحطمت طائرتها رقم 427، وهي من طراز بوينج B-737-3B7، في محيط قريب من مدينة أليكويبا بولاية بنسلفانيا، وذلك أثناء رحلتها من شيكاغو إلى بيتسبرغ. كانت الطائرة تقل 132 شخصًا على متنها، لكن الحادث أسفر عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم.
وقد أظهر تحقيق للحادث أن الطائرة تحطمت بعد أن انحرفت فجأة ودخلت في نزوح للأنف من ارتفاع 6,000 قدم، ثم اصطدمت بوادٍ مغطى بالأشجار على بعد 6 أميال شمال غرب مطار بيتسبرغ الدولي. وتشير الأدلة إلى أن السبب الرئيسي وراء الحادث كان فقدان السيطرة على الطائرة نتيجة لتحرك سطح الدفة الخلفية (المراقبة بواسطة الرودر) إلى حد نفخه أو انعكاس غير مأمور للرودر. تعرض سطح الدفة الخلفية إلى انحراف في اتجاه معاكس لتلك الذي أمر به الطيارون نتيجة لعطل في صمام التحكم الثانوي لوحدة التحكم الرئيسية (PCU) لسطح الدفة الخلفية، حيث انزاح المحرك الثانوي للصمام عن وضعه المحايد وتجاوز الانزلاق الأساسي.
وبالنظر إلى سلسلة الأحداث التي سبقت الحادث، فإنها تشير إلى احتجاز صمام وحدة التحكم الرئيسية، تلاها استخدام الرودر الأيسر بخفة تليه استخدام قوي للرودر الأيمن، مما أدى إلى انعكاس الرودر في الاتجاه المعاكس لتلك التي أمر بها الطيارون. وقد تم تطبيق الرودر الأيمن القوي ربما لأن الطائرة اصطدمت بدوامة التدحرج لطائرة B-727، مما أدى إلى ميل الطائرة إلى اليسار.
ويرجح البعض أنه إذا كان الطيار القائد قد دفع إلى الأمام على اليوك للحصول على بعض السرعة بدلاً من سحبه للخلف، ربما كان بإمكانه تفادي الحادث. ومع ذلك، لم يتم وضع اللوم على طاقم الطائرة، حيث لم يذكر الصانع أي تدريب لمثل هذا النوع من المواقف الطارئة.
يعد هذا الحادث تذكيرًا مأساويًا بأهمية التحقق من صلاحية وسلامة جميع أجزاء الطائرة وتدريب الطواقم على التعامل مع حوادث محتملة، بغض النظر عن ندرتها. إنه درس مؤلم يجب أن يتم الأخذ به لتعزيز سلامة الطيران في المستقبل.