في يوم 18 ديسمبر عام 1977، كانت السماء فوق مدينة جنيف في سويسرا صافية ومريحة، وكانت طائرة من طراز أيروسباسيال كارافيل 10R تحمل الرقم التسلسلي HB-ICK تستعد للانطلاق في رحلة نحو جزيرة فونشال البرتغالية، حيث كانت تديرها شركة الطيران SATA.
بعد إقلاع الطائرة من مطار جنيف وبدء رحلتها، كانت الأجواء هادئة وسالمة ولكن للأسف لم تدم هذه السلامة لفترة طويلة. وقد كانت الرحلة مأساوية بشكل غير متوقع حيث أُسدل الستار على حياة 36 شخصاً على متن الطائرة.
في الوقت الذي كانت فيه الطائرة في مرحلة الهبوط وتقترب من مطار فونشال، تعرضت لحادث مأساوي أدى إلى انحرافها عن مسارها المحدد وسقوطها في المحيط قبالة سواحل ماديرا، البرتغال. الأسباب الرئيسية وراء هذا الحادث كانت خطأ طاقم الطائرة والأوهام الحسية التي أصابتهم.
يُعتقد أن طاقم الطائرة قد تعرض لوهم حسي نتيجة للظروف الجوية والمناظر المحيطة، مما أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة أثناء عملية الهبوط، وهو ما أدى في النهاية إلى تحطم الطائرة في البحر. وبالرغم من أن الحادث لم يتسبب في خسائر بشرية على الأرض، إلا أنه ترك أثراً عميقاً في عالم الطيران وزرع الحزن في قلوب أحباء الضحايا.
تعتبر حوادث مثل هذه فاجعة لا تُنسى وتجعلنا ندرك مجدداً هشاشة الحياة وضرورة اليقظة الدائمة في مجال الطيران، حيث يجب على الطواقم الطيرانية أن تكون في أعلى درجات اليقظة والاستعداد للتعامل مع أي ظروف غير متوقعة قد تواجههم في سماء العالم.