حادثة تحطم طائرة الخطوط الجوية الملكية الهولندية (KLM Royal Dutch Airlines) رقم 633، التي وقعت في تاريخ 9 مايو 1954، تمثلت في واحدة من أكثر الكوارث الجوية صدمة في تاريخ الطيران المدني. وقع الحادث عند الساعة 02:30 بتوقيت محلي في مدينة فوينز، أيرلندا، أثناء رحلة من شانون إلى مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، عبر طائرة من طراز Lockheed 1049C-55-81 S Constellation تحمل الرقم التسلسلي 4509 والتسجيل PH-LKY.
كان على متن الطائرة 56 شخصًا، ومن بينهم 28 شخصًا لقوا حتفهم في الحادث، فيما لم تكن هناك ضحايا على الأرض. الحادث وقع بعد أقل من دقيقة من إقلاع الطائرة، حيث اصطدمت بضفاف نهر شانون. وعلى الرغم من قرب موقع الحادث من المطار، إلا أن أحدًا لم يكن على علم بالكارثة في البداية. تم بدء عمليات الإنقاذ فقط بعد وصول ملاح الطائرة إلى المطار، بعد عبوره النهر بنجاح. كانت الطائرة جزئيًا مغمورة، وقد تسبب اصطدامها في تمزيق أحد خزانات الوقود، مما أدى إلى تسرب الوقود وانبعاث روائحه، وبالتالي أفقد الوعي العديد من الركاب وأفراد الطاقم الذين غرقوا في مياه النهر المتصاعدة.
تشير التحقيقات إلى أن سبب الحادث يعود إلى فشل القبطان في تفسير مؤشرات الأجهزة بشكل صحيح أثناء سحب الزيادات بعد إعادة نشر العجلات الأمامية. هذا الخطأ في فهم مؤشرات الأدوات أدى إلى تحرك غير صحيح للأجزاء الطائرة، مما أدى في النهاية إلى الحادث الأليم.
يُعد هذا الحادث تذكيرًا قاسيًا بأهمية التفات الطواقم الطيران إلى التفاصيل الفنية الدقيقة وضرورة فهم الأجهزة والمؤشرات بشكل صحيح ومناسب، حيث أن تقديرات خاطئة أو تفسيرات غير دقيقة قد تؤدي إلى نتائج كارثية كما حدث في هذه الحالة المأساوية.