في الخامس والعشرين من يناير عام 1990، وتحديدًا في تمام الساعة 21:34 بالتوقيت المحلي، كانت السماء تشهد واحدة من أكثر اللحظات حزنًا وكارثية في تاريخ الطيران، عندما وقع حادث تحطم طائرة الركاب التابعة لشركة “AVIANCA”، والتي كانت تقوم برحلتها المتجهة من مدينة ميديلين بكولومبيا إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. فبينما كانت تلك الطائرة، التي كانت من طراز بوينج B-707-321B، تقترب من وجهتها المقصودة، تعرضت لسلسلة من الدوائر التحويلية الممتدة أثناء انتظارها للهبوط في مطار نيويورك.
تبين لطاقم القيادة أن الطائرة تنفد وقودها، حيث قاموا بإبلاغ مراقبي المرور الجوي بأنهم بصدد نفاد الوقود، لكنهم لم يعلنوا حالة الطوارئ رسميًا، وبدلاً من ذلك تم منحهم إذنًا للهبوط. وبعد محاولة فاشلة للهبوط وأثناء محاولة إعادة التحليق، نفد الوقود تمامًا من الطائرة مما أدى إلى تحطمها في منطقة مغطاة بالأشجار.
اللافت في هذا الحادث هو أن القائد الذي كان لديه مهارات قليلة في التحدث بالإنجليزية، كان يتواصل من خلال ضابط الطيران الأول، ولم يقم في أي وقت بإعلان حالة الطوارئ. بدلاً من ذلك، استخدم ضابط الطيران الأول عبارة “نحتاج إلى الأولوية” عدة مرات بدلاً من إعلان حالة الطوارئ. وكان من الواضح أن مراقبي حركة الطيران لم يدركوا خطورة الوضع الذي كانت تواجهه الطائرة.
تم وضع الطائرة في دائرة تحويلية ممتدة في ثلاث مناسبات مختلفة، ولم يتم إبلاغ طاقم القيادة بوجود تيارات هوائية تحت 500 قدم، مما أدى إلى فشل محاولة الهبوط. كما تم تحويل الطائرة بين ثلاثة مراقبين مختلفين أثناء خروجها من دائرتها التحويلية للهبوط، وفي كل مرة كان يتعين على طاقم القيادة تكرار وضعهم بخصوص الوقود.
وعلى الرغم من أن اللوم وقع بشكل رئيسي على الطاقم، إلا أنه في النهاية، قامت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بتحمل 40٪ من التعويضات المالية لعائلات الركاب، مما يشير إلى أن هناك مسؤولية مشتركة بين الطاقم وبين مراقبي حركة الطيران في حدوث هذا الحادث المأساوي.