حادث تحطم الطائرة رقم 117 التابعة لشركة الطيران الفرنسية “Air France”، الذي وقع في الثاني والعشرين من يونيو عام 1962، يظل حادثًا مأساويًا يجسد تسلسلًا من الأخطاء والظروف الجوية السيئة التي أدت إلى فقدان الحياة لجميع من كانوا على متن الطائرة.
كانت الرحلة المتضمنة للحادث متجهة من العاصمة الفرنسية باريس إلى مدينة بوانت-ا-بيتر في جزيرة جوادلوب الفرنسية، وكان من المقرر أن تواصل رحلتها إلى سانتياغو. كانت تعمل الطائرة المنكوبة من طراز بوينج B-707-328 وتحمل الرقم التسلسلي 18247/274 والتسجيل F-BHST. وكان على متنها 112 شخصًا.
التحقيقات بعد الحادث كشفت عن سلسلة من الأخطاء والعوامل التي ساهمت في وقوع الكارثة. فقد اصطدمت الطائرة بتلة ارتفاعها 1400 قدم أثناء عملية الهبوط، على بعد 15 ميلاً من مدرج المطار. وقد تبين أن محطة الـ VOR كانت غير فاعلة، مما حرم الطاقم من الاستفادة من هذه المعلومة الأساسية للتوجيه. كما أنه لم يتم توفير معلومات جوية كافية لطاقم الطائرة، مما قد يكون أدى إلى قرارات خاطئة أثناء الهبوط. وتدهورت قدرة جهاز البحث التلقائي عن الاتجاهات بسبب تأثيرات الظروف الجوية السيئة، مما جعل الطاقم يواجه صعوبات إضافية في تحديد موقع الطائرة بشكل دقيق.
يعتبر هذا الحادث تذكيرًا مأساويًا بأهمية توفير معلومات جوية دقيقة وتشغيل الأجهزة الأساسية بشكل صحيح خلال عمليات الطيران، حيث يمكن أن تكون الثوابت البسيطة مثل تلك المتعلقة بالطقس والتقنيات اللاسلكية حاسمة لسلامة الرحلات وحياة الركاب وأفراد الطاقم على حد سواء.