في يوم الرابع من أكتوبر عام 1997، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت المنطقة، وقعت واقعة مأساوية قرب مدينة وينوايت، والتي تقع في ولاية ألاسكا الأمريكية، حيث كانت الطائرة تابعة لشركة “هاجلاند لخدمات الطيران” تقوم برحلة رقم 502 على متن طائرة من طراز “سيسنا 208 بي كارافان”، والتي كانت متجهة من بارو إلى واينوايت.
كان على متن الطائرة خمسة أشخاص، ولكن الأمر الذي يزيد من مرارة هذه الواقعة هو أن جميع الركاب فارقوا الحياة، حيث لم يكن هناك أي ناجين على متن الطائرة. الطائرة اصطدمت بسطح المحيط القطبي الشمالي المتجمد بزاوية مائلة إلى اليمين وبزاوية نزول بلغت 60 درجة، وذلك بعد أن قام الطيار بمحاولتين للهبوط في المطار المقصود وقرر بعدها العودة إلى المطار الذي انطلقت منه الطائرة.
وفي محاولته للعودة، قام الطيار بالطيران شمالاً على ارتفاع منخفض، دون الالتزام بالحد الأدنى لتغطية الرادار، وهو ما أدى في النهاية إلى اصطدام الطائرة بسطح المحيط المتجمد. تبين في التحقيقات أن الطيار اتخذ قرارًا غير موفق بالقيام برحلة بصرية تحت ظروف الطقس الجوي المؤثرة بما يُعرف بـ”الطيران البصري في ظروف الأرصاد الجوية الصادرة عن الأدوات”، وفشل في الحفاظ على ارتفاع الطائرة والابتعاد عن التضاريس.
إحدى العوامل المساهمة في هذه الكارثة كانت الظروف الجوية، حيث كانت الأجواء تميل إلى السوء والغموض، مما جعل الرحلة أكثر تعقيدًا وأخطارًا. وبهذا، فإن هذه الحادثة تُعد عبرة لجميع الطيارين بأهمية احترام قواعد الطيران والالتزام بالتوجيهات والتدابير الأمنية في كل الأوقات، خاصة في ظل الظروف الجوية الصعبة.