في السادس من سبتمبر عام 1995، وقعت واحدة من أكثر الحوادث تأثيراً في تاريخ الطيران في نيوزيلندا، حيث كانت تلك اللحظات محفوفة بالمأساة والفاجعة. كانت طائرة تابعة لشركة “أنسيت نيوزيلندا”، الرحلة رقم 703، تقوم برحلتها المعتادة من أوكلاند إلى بالمرستون نورث في جزيرة الشمال النيوزيلندية. ومع أن السماء كانت صافية والجو هادئ، إلا أن مشكلة فنية طارئة أحدثت تغييراً فجائياً في مجرى الأحداث.
في تمام الساعة 09:22 صباحاً بالتوقيت المحلي، وبينما كانت الطائرة تقترب من المدرج 25 في بالمرستون نورث، تعطل العجلة الرئيسية اليمنى للهبوط عن النزول بشكل طبيعي. ففي هذه اللحظة الحرجة، واصل القائد للطائرة هبوطه في حين قام المساعد بإجراء قائمة التمديد البديلة لعجلات الهبوط. ومع ذلك، انحرفت الطائرة تحت مستويات النزول الآمنة الدنيا للمقاربة واصطدمت بقمة سلسلة جبلية.
مما يبرز أهمية المأساة أنه لم يقم القائد بالتأكد من أن الطائرة اعترضت وحافظت على الملف الشخصي المقرب خلال المقاربة الأداة غير الدقيقة. فقد كان قرار القائد غير الحكيم بإنزال عجلات الهبوط دون تعليق المقاربة الأداة، وتشتت انتباه القائد عن المهمة الأساسية لتوجيه الطائرة بأمان أثناء محاولة الضابط الأول لتصحيح عطل عجلات الهبوط، هو ما أدى إلى هذه الكارثة.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية القيادة الفعّالة في ظروف الطيران الطارئة، وضرورة التركيز الكامل على المهمة الرئيسية للطيار، وهي توجيه الطائرة بأمان واتباع الإجراءات الصحيحة في اللحظات الحرجة. ومن الأمور المستفزة للعقل أن هذه الكارثة كانت قابلة للتجنب لو تم التركيز على الإجراءات الصحيحة والتنسيق الفعّال بين أفراد طاقم الطائرة في هذه الظروف الصعبة.