في يوم السابع والعشرين من نوفمبر عام ١٩٥٦، تعرضت مدينة باريس في فرنسا لمأساة جوية مروعة، حيث وقع حادث تحطم لطائرة من طراز دوغلاس دي سي – ٦ بي، والتي كانت تعمل رحلة لشركة “لايني ايري ايطالياني” الإيطالية. وقد حدثت الكارثة في تمام الساعة الثالثة عشرة وسبع عشرة دقيقة ليلاً بتوقيت المحلي.
كانت الرحلة المتجهة من روما إلى نيويورك ستقوم بتوقف في باريس ثم شانون قبل وصولها إلى وجهتها النهائية. ومع الأسف، لم يتمكن الطيار من إكمال عملية الإقلاع بنجاح، حيث فشلت الطائرة في الصعود بشكل صحيح بعد الإقلاع وفقدت ارتفاعها، مما أدى إلى اصطدامها بمنزل وسقوطها على الأرض.
وبينما كان على متن الطائرة ٣٥ راكبًا، لقوا معظمهم حتفهم في هذا الحادث الفظيع، حيث بلغ عدد الوفيات ٣٤ شخصًا، وهو ما يمثل معظم من كانوا على متن الطائرة. وللأسف، كانت هناك خسائر في الأرواح على الأرض أيضًا، حيث لقي ٨ أشخاص مصرعهم جراء اصطدام الطائرة بالمنزل.
من بين الضحايا كان الموسيقار وقائد الأوركسترا الشهير جويدو كانتيلي، البالغ من العمر ٣٦ عامًا، الذي كان يُعتبر واحدًا من أبرز المواهب الموسيقية في ذلك الوقت. تمثل هذه الفاجعة فقدانًا كبيرًا للمجتمع الموسيقي، حيث كانت كانتيلي شخصية بارزة ومحبوبة في عالم الفن والموسيقى.
تشير التقارير إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الحادث المأساوي كان فقدان الطائرة ارتفاعها بشكل مفاجئ بعد الإقلاع، والذي لم يتمكن الباحثون من تفسيره بشكل واضح. تم التحقيق في الأسباب والملابسات المحيطة بالحادث، لكن لم يتم الوصول إلى تفسير نهائي لهذا الانخفاض المفاجئ في ارتفاع الطائرة.
تبقى هذه الكارثة الجوية واحدة من أكثر الحوادث حزنًا وألمًا في تاريخ الطيران، وتذكرنا بأهمية السلامة والحذر في جميع جوانب عمليات الطيران، سواء أثناء الإقلاع أو الهبوط أو أثناء الرحلة ذاتها.