في الثالث والعشرين من أغسطس عام ٢٠٠٠، وقعت واحدة من أبشع حوادث الطيران في تاريخ المملكة البحرينية، حيث اندلعت كارثة جوية مأساوية في عرض بحر الفارس أثناء محاولة إقلاع طائرة تابعة لشركة خطوط الخليج، وذلك في إطار رحلة من القاهرة إلى المنامة. كانت الطائرة نوعها إيرباص A320-212، تحمل الرقم التسلسلي 0481 والتسجيل A4O-EK.
على متن الطائرة كان يسافر 143 شخصًا، وللأسف، كانت جميعهم ضحايا الحادث المأساوي. وقع الحادث في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، حيث كانت الطائرة في محاولة للهبوط في مطار البحرين الدولي، لكن الأمور لم تسر كما ينبغي.
بعد أن تم تشخيص أن الطائرة كانت تقترب بسرعة وارتفاع مرتفعين، قرر الطاقم القيام بعملية هبوط مفترضة جديدة، وأُعطيت التعليمات بإجراء منعطف على زاوية 180 درجة والصعود إلى ارتفاع 2500 قدم. ولكن خلال تنفيذ هذه العملية، فجأة انخفضت الطائرة بسرعة هائلة من ارتفاع 1000 قدم وارتطمت بمياه الخليج الضحلة بالقرب من المطار، على بعد ميل واحد تقريبًا.
تم تحديد سبب الحادث بأنه نتيجة لمزيج فاتح من العوامل، بما في ذلك فشل القائد في الامتثال لإجراءات التشغيل القياسية، وتصرفات المساعد في عدم جذب انتباه القائد إلى انحرافات الطائرة عن المعايير القياسية للطيران. قد يكون القائد قد تعرض لـ “الإضطراب المكاني” حيث يمكن أن يُدرك خطأً أن الطائرة كانت ترتفع بينما كانت تشير أنظمة التحذير في الطائرة إلى ضرورة زيادة الارتفاع، فرد بالقيام بإدخال لأسفل، مما أدى إلى بدء الطائرة في الانخفاض.
لقد ترك هذا الحادث أثرًا مؤلمًا في قلوب الكثيرين، وأظهر الأهمية القصوى للامتثال للإجراءات القياسية والتدريب الجيد لطواقم الطيران، وكذلك ضرورة استخدام تكنولوجيا التحذير المناسبة والتواصل الجيد بين أفراد الطاقم في جميع الظروف.