في السابع عشر من أكتوبر عام 1950، شهدت مدينة لندن في إنجلترا واحدة من أحداث الطيران المؤلمة التي لا تزال تثير الحزن والتأمل حتى يومنا هذا. كانت الساعة تقترب من الإقلاع، والهواء ملئ بالتوتر والانتظار، عندما تعرضت طائرة من طراز دوغلاس C-47A تابعة لشركة الطيران البريطانية الأوروبية (British European Airways)، لمصير مأساوي غير متوقع.
تاريخ الحادث، الذي كان في السابع عشر من أكتوبر من عام 1950، لا يزال يُذكر بألم، إذ كانت الظروف غير مواتية بالنسبة لرحلة هذه الطائرة التي كانت تقوم برحلة من لندن إلى غلاسكو. بينما كانت تستعد للإقلاع، وقع خلل ميكانيكي مأساوي، إذ فشل أحد محركات الطائرة، مما أدى إلى فقدانها للقدرة على الإقلاع بشكل آمن.
وبينما كانت الطائرة تسير بسرعة على مدرج المطار، وجدت نفسها في مواجهة مع الخطر المحدق، حيث فقدت السيطرة على الارتفاع وانحرفت عن المسار المخطط لها. وبينما كانت تحاول الطائرة التصدي لتلك الظروف القاسية، لم يكن هناك مجال للتفكير في سوى البقاء على قيد الحياة. في تلك اللحظة الحرجة، اصطدمت الطائرة بأشجار على تلة ميل (Mill Hill)، مما تسبب في تحطمها بشكل مروع.
بعد الحادث المروع، كانت النتيجة مأساوية للغاية، حيث فقد ما عدا مضيفة واحدة، جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، بلغ عددهم 28 شخصا. لم تكن هناك أي خسائر بشرية على الأرض، ولكن الأثر النفسي والمادي للحادث كان هائلاً على العائلات والمجتمع في مدينة لندن وما وراءها.
إن هذا الحادث الذي وقع قبل أكثر من سبعين عامًا لا يزال يذكرنا بأهمية سلامة الطيران وأهمية الصيانة الجيدة وتدريب الطواقم بشكل جيد. ويبقى في ذاكرة العالم كتذكير مؤلم بأن حياة البشر وسلامتهم تعتبر الأولوية القصوى في جميع جوانب الطيران.