في يوم الحادي عشر من شهر أبريل لعام 1944، وعند الساعة الخامسة والربع مساءً بالتوقيت المحلي، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية دموية في تاريخ الطيران الأمريكي، وذلك في مدينة هانفورد بولاية كاليفورنيا. كانت هذه المأساة تحمل على عاتقها طائرة من طراز دوغلاس دي سي-3 تابعة لشركة الطيران “ترانس كونتيننتال اند ويسترن إير”، حيث كانت تقوم برحلتها المعتادة رقم 8 من مدينة سان فرانسيسكو إلى مدينة نيويورك.
وقد كانت على متن الطائرة الفظيعة مجموعة من الركاب تبلغ عددهم 24 شخصاً، لكن الحادث لم يسفر عن نجاة أحد منهم، حيث بلغت حصيلة الوفيات الفادحة 24 شخصاً، بينما لم تُسجل أي خسائر في الأرواح على الأرض.
تشير التقارير إلى أن الحادث الذي أودى بحياة جميع ركاب الطائرة كان نتيجة دخول الطائرة إلى عاصفة رعدية وتعرضها لاضطرابات جوية شديدة، حيث قام جناح الطائرة بالانفصال عن هيكل الطائرة بسبب شدة الاهتزازات التي تعرضت لها. ومن المؤكد أن تحطم هيكل الطائرة نتيجة للتقلبات الجوية العنيفة لم يكن سببه الوحيد، بل كان أحد العوامل المساهمة الرئيسية هو حالة الطيران الغير طبيعية التي كانت عليها الطائرة في لحظة الفشل الهيكلي، أي كانت في وضعية عكسية، ولم يتم تحديد السبب الذي أدى إلى وقوع الطائرة في هذا الوضع الغير طبيعي.
بالرغم من توفر معلومات محددة حول الأحداث التي وقعت في تلك اللحظات القليلة المروعة، فإن العوامل المتعلقة بالطقس السيئ وعدم القدرة على السيطرة على الطائرة في ظل هذه الظروف الجوية القاسية، كانت تُعتبر الأسباب الرئيسية وراء هذه الكارثة الجوية الفظيعة.
يظل حادث تحطم طائرة دوغلاس دي سي-3 في هانفورد، كاليفورنيا، في عام 1944، واحدة من أكثر الحوادث دموية في تاريخ الطيران، مما يؤكد على أهمية أخذ الاحتياطات اللازمة وتوفير الإجراءات الأمنية الملائمة لضمان سلامة الركاب وطواقم الطائرات في جميع الظروف الجوية.