في السابع من سبتمبر عام 1982، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني، حيث شهدت مدينة كينر في ولاية لويزيانا الأمريكية حادث تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة بان أمريكان وورلد إير ويز (Pan American World Airways)، والتي كانت تقوم برحلة رقم 759 بين مدينة نيو أورليانز ولاس فيغاس.
كانت الطائرة المعنية في هذا الحادث من طراز بوينج B-727-235 وتحمل الرقم التسجيلي N4737. كانت رحلة 759 محملة بـ 145 راكبًا، وكان على متنها أيضًا 8 أشخاص في الأرض، ليصل إجمالي عدد الضحايا إلى 145 راكبًا و8 أشخاص في الأرض.
تحدث الحادث عند الساعة 16:09 بتوقيت المحلي، وبعد 29 ثانية فقط من إقلاع الطائرة من مطار نيو أورليانز الدولي، حيث كانت الطائرة في مرحلة الصعود. بعد بلوغها ارتفاعًا يتراوح بين 95 و 150 قدمًا، بدأت الطائرة في الهبوط بشكل غير متوقع، وانحرفت عن مسارها المخطط وارتطمت بالأشجار والمنازل، مما أدى إلى اندلاع النيران واندلاع حريق هائل.
يُعتقد أن سبب الحادث كان نتيجة لتأثير عاصفة رعدية قوية، حيث شهدت المنطقة ظاهرة جوية تعرف بـ “Microburst” أو الانهيار الجوي، الذي يتسبب في تغييرات مفاجئة وعنيفة في سرعة واتجاه الرياح في الجو.
وقد تم التشديد على أهمية الكشف المبكر عن هذه الظاهرة الجوية الخطيرة، ولكن في ذلك الوقت كانت تقنيات الكشف عن التغيرات في سرعة الرياح في المناطق المنخفضة من الأرض محدودة، مما قلل من قدرة الطيارين على التصرف بما يكفي لتجنب الحوادث المترتبة عن هذه الظاهرة.
قد أطلقت الطائرة التي تعرضت للحادث اسم “كليبر ديفايانس” (Clipper Defiance)، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث أسفر عن فقدان العديد من الأرواح البريئة وكان يُعتبر واحداً من أسوأ حوادث الطيران في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.