تحطم طائرة بالقرب من مالقة

في يوم الأربعاء، 29 أغسطس 2001، تعرضت إسبانيا لمأساة جوية تاريخية عندما هوت طائرة تابعة لشركة “بينتر متوسطية” والتي كانت تقوم برحلة رقم 8261 من مدينة مليلية إلى مدينة مالقة. كانت الطائرة من طراز “كاسا سي إن – 235 – 200″، وتحمل التسجيل EC-FBC. وفي تلك اللحظات القليلة المرعبة، شهد العالم وقوع حادث تحطم مأساوي عندما هبطت الطائرة بقوة على طريق سريع قرب مطار رويز بيكاسو في مالقة، جنوب إسبانيا.

في الساعة العاشرة والربع صباحًا، وأثناء اقترابها النهائي للهبوط، أبلغ الطيار عن فشل المحرك الأيسر للطائرة، مما دفع الطاقم إلى القيام بعملية هبوط اضطراري. بينما كانت تنخفض بسرعة نحو الأرض، فشلت محاولات الطيارين في استعادة السيطرة الكاملة على الطائرة، وانتهت رحلتها بشكل مأساوي عندما اصطدمت بالأرض على بعد حوالي 1300 قدم فقط من مدرج المطار.

للأسف، بلغت الخسائر البشرية في هذا الحادث ذروتها، حيث فقدت أربعة أشخاص من بين الركاب الـ 47 الذين كانوا على متن الطائرة. ورغم الجهود الجبارة التي بذلها فريق الإنقاذ وفرق الإسعاف المتواجدة في موقع الحادث، إلا أن الطيار الذي نقل إلى المستشفى في حالة حرجة لفارق لاحقًا الحياة متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها جراء الحادث.

وقد أثار هذا الحادث موجة من الحزن والصدمة لدى السكان المحليين والمجتمع الدولي على حد سواء، مما دفع إلى إجراء تحقيقات دقيقة لمعرفة أسباب الحادث وتحليل سلوك الطائرة وأداء الطاقم في اللحظات الأخيرة قبل الهبوط القاتل.

تظل هذه الكارثة الجوية ذات الأثر العميق محفورة في ذاكرة الطيران والأمن الجوي، وتشكل تذكيرًا مؤلمًا بخطورة مجال الطيران وأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة والتدريب لضمان سلامة جميع ركاب الطائرات وأفراد الطاقم، وتقليل حوادث الطيران إلى الحد الأدنى الممكن.