في يوم 12 مايو 1999، في العاصمة الروسية موسكو، شهدت سماءها حادثًا مأساويًا ألمّ بقلوب الكثيرين، حيث كانت تحلق طائرة نقل تابعة لشركة إنتاج الطائرات في طشقند، أثناء محاولتها الإقلاع من مطار موسكو. لم يكن للركاب والطاقم أي فرصة للهروب من مصيرهم الذي حُكم عليهم بوحشية بسبب سلسلة من الأحداث الغير متوقعة والقرارات الخاطئة التي تلاحقت بسرعة مذهلة.
كانت الطائرة، من طراز “إليوشين 114T”، تقوم بعملية الإلتحاق برحلة من موسكو، روسيا إلى طشقند، أوزبكستان، وهي محملة بشحنة ثمينة تتطلب تعاملًا حساسًا ومهنيًا. ومع ذلك، لم يكن للطيارين والطاقم أي فكرة بأن هذه الرحلة ستتحول إلى كارثة.
في الساعة 05:12 صباحًا بالتوقيت المحلي، وأثناء عملية الإقلاع، تعرضت الطائرة لانعطاف مروع حيث تأثرت دفة القيادة بشكل كبير جراء هبوب رياح قوية، مما أدى إلى تحريكها بشكل كامل نحو اليسار. لم يستطع الطيار التصرف بشكل فعال في هذه الظروف القاسية، مما أدى إلى فقدان السيطرة الكاملة على الطائرة.
بالرغم من التحذيرات المتكررة من قبل أفراد الطاقم بضرورة العودة إلى البوابة وإلغاء عملية الإقلاع، إلا أن القائد الذي كان يشرف على الرحلة قرر الاستمرار وتنفيذ عملية الإقلاع، رغم مخاطر الوضع الراهن. وهنا، في هذه اللحظة القاتمة، أصبحت مصير الطائرة ومن على متنها معلقة بخيوط رفيعة جدًا.
بعد أن أطلقت الطائرة في الجو، بدأت تميل بشدة نحو اليسار، وفي لحظات عجيبة، خرجت عن مسارها المخطط، واصطدمت بجدار الحدود المحيط بالمطار، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل استنزف كل أمل في النجاة. وكانت النتيجة المروعة تعيدنا إلى الواقع المرير، حيث لقي خمسة من الركاب حتفهم في هذا الحادث الفظيع، فيما بقي اثنان فقط من الركاب يحاربون من أجل حياتهم.
تبقى هذه الكارثة الجوية في الذاكرة كتذكير مؤلم بأهمية السلامة والحذر الشديد في كل تفاصيل عملية الطيران. وتظل تلك القصة مؤلمة ومحزنة، تجسد خلالها تفاصيل مروعة لحادث أثرى العالم بمزيد من الدروس حول أهمية التدريب الجيد والتخطيط الدقيق في كل عملية جوية.