في الحادي عشر من أبريل عام 1967، وقعت واحدة من أحداث الطيران الأليمة في تاريخ الطيران العالمي في موقع يطلق عليه اسم فيرنهيرست، وهو قرية صغيرة تقع في ساسكس، إنجلترا. كانت الطائرة التي تحمل على متنها آمال وأحلام الركاب متجهة من مالقة إلى لندن، ولكنها لم تصل إلى وجهتها بسلام. الطائرة كانت من طراز سود إفياتيون كارافيل 10R تابعة لشركة إيبيريا للطيران.
رحلة الإثارة والفرح تحولت إلى كارثة مروعة عندما فقدت الطائرة ارتفاعها وانحرفت عن مسارها المحدد، حيث اصطدمت بالمنحدر الجنوبي لتلة بلاك داون بقوة هائلة. ومن المؤسف أن جميع الركاب الـ 37 الذين كانوا على متن الطائرة فارقوا الحياة في هذا الحادث المروع، دون وجود أي ناجين. لم يكن هناك أي خسائر في الأرواح على الأرض.
تبين أن سبب الحادث كان تخلل الطائرة لارتفاع مخصص لها بطريقة غير مفهومة، مما أدى إلى انخفاضها إلى ارتفاع أقل من اللازم واصطدامها بالتلة. وقد شهد هذا الحادث فقدانًا كبيرًا للمواهب، حيث لقيت الممثلة جون ثوربورن، البالغة من العمر 36 عامًا، حتفها في هذا الحادث المأساوي، لتبقى قصتها كإضافة مؤلمة إلى قائمة الأحداث الطيرانية المأساوية التي شهدتها التاريخ.
يظل حادث الطائرة فيرنهيرست مأساة مروعة تذكرنا بأهمية السلامة في الطيران وضرورة التحقق من جميع العوامل التي قد تؤثر على سلامة الرحلات الجوية، سواء كانت تقنية أو بشرية، وذلك لضمان حدوث أقل قدر ممكن من الحوادث المأساوية في المستقبل.