في الثامن عشر من فبراير عام 1985، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران التجاري على الإطلاق، حيث اصطدمت طائرة الركاب من طراز بوينج B-727-256 التابعة لشركة طيران إيبيريا، الرحلة رقم 610، ببرج هوائي على جبل أويز بالقرب من مدينة دورانجو في إقليم فيسكايا بإسبانيا. كانت الطائرة تقوم برحلة من مدريد إلى بلباو، حيث كان على متنها 148 شخصًا، لكن الكارثة لم تترك ناجين، إذ أودت بحياة جميع من كانوا على متنها، بينما لم يصب أي شخص على الأرض بأذى.
تم تحديد السبب الرئيسي لهذه الكارثة المروعة بأن سائق الطائرة وطاقمه قاموا بتفسير خاطئ لتحذير نظام الإنذار بالاقتراب من الأرض (GPWS)، حيث كانت الطائرة تتلقى تنبيهات بالقرب من الأرض، ولكن القائد الذي كان يتحكم في الطائرة رفض تصديق هذه التنبيهات ووصفها بأنها مجرد إزعاج، وفي الواقع، يُسمع القائد وهو يصرخ “اخرس” في وجه النظام عندما كان يعلن “انحدر”، مما يظهر ارتفاع مستوى الثقة المفرط في نظام التنبيه بالارتفاع. وعلاوة على ذلك، كان هناك اعتقاد خاطئ في فهم تحذيرات النظام.
كانت هذه الحادثة تمثل درسًا مدوًّا في ضرورة احترام واتباع توجيهات الأنظمة الآلية والتحذيرات، وضرورة عدم التهاون في تقدير المخاطر المحتملة، وذلك من أجل ضمان سلامة الرحلات الجوية. وقد أدى هذا الحادث المؤسف إلى إجراءات تحسين السلامة الجوية وتعزيز التدريبات لطواقم الطيران لضمان استجابة صحيحة لتحذيرات الأنظمة وتقليل فرص وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
للمزيد من المعلومات عن الحادث، يمكنك الاطلاع على الرابط التالي:
حادثة تحطم طائرة إيبيريا الرحلة 610