في يوم الخميس، التاسع عشر من سبتمبر عام 1988، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية حزناً في تاريخ إثيوبيا، حيث شهدت مدينة بهر دار لحظات من الفزع والهلع بعد وقوع حادث تحطم طائرة مأساوي. كانت الساعة تشير إلى الساعة الواحدة وخمس دقائق بعد الظهر عندما كانت الطائرة رقم 604 التابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية تستعد للإقلاع من مطار بهر دار في رحلة متجهة إلى أسمرة.
الطائرة، من طراز بوينج B-737-230، كانت تحمل على متنها 104 راكب، مما يجعلها رحلة مألوفة ومعتادة لدى العديد من المسافرين. ومع ذلك، لم يكن أحد يتوقع الكارثة التي كانت تنتظرهم.
في لحظة الإقلاع، وبينما كانت الطائرة تكافح للارتفاع في السماء، حدثت مصيبة لم تكن في حسبان أحد. فقد ابتلعت محركات الطائرة عدداً كبيراً من الحمام، مما أدى إلى فقدان القوة في المحركات تدريجياً. فشل أحد المحركات على الفور بعد الإقلاع، بينما فقد المحرك الثاني القوة أثناء محاولة الطائرة العودة الطارئة إلى المطار.
مع هذه الحادثة المروعة، تحولت الرحلة الاعتيادية إلى كابوس مفزع. باءت محاولات الطاقم الجوي بإعادة الطائرة بالفشل، حيث تعذر عليهم السيطرة على الطائرة المتحطمة. في النهاية، انحرفت الطائرة عن مسارها وانحطمت أثناء محاولتها الهبوط الطارئ، مما أسفر عن وفاة 35 شخصاً على متن الطائرة، دون وقوع أي خسائر بشرية على الأرض.
أظهرت التحقيقات اللاحقة أن سبب الحادث كان عائداً إلى ابتلاع المحركات لعدد كبير من الحمام، حيث ارتفعت أعدادهم إلى ما بين 10 إلى 16 حمامة من نوع كولومبا جينيا. هذا الحادث أحدث صدمة كبيرة في قلوب الإثيوبيين وفي قلوب محبي الطيران حول العالم، مما دفع بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتفادي حوادث مماثلة في المستقبل.