في عصر تسوده سرعة التغيرات وتتطلب منا جميعًا أقصى درجات الكفاءة والفعالية، يأتي كتاب جيفري ج. ماير الذي يحمل عنوانًا طويلًا واستفزازيًا: “إذا لم يكن لديك الوقت لفعل الأمر بشكل صحيح، متى ستجد الوقت لإعادة فعله؟”، والذي يقدم استراتيجيات عملية تهدف إلى تحسين الإنتاجية وإدارة الوقت بشكل أكثر فعالية. صدر هذا الكتاب للمرة الأولى في فبراير من عام 1990، وقد أصبح منذ ذلك الحين مرجعًا هامًا في مجال الأعمال والاقتصاد.
يقدم ماير في كتابه منهجًا يركز على العمل بذكاء أكثر لا بجهد أكبر، مستندًا إلى خبراته المكتسبة من خلال تقديم الاستشارات للمديرين التنفيذيين الذين يدفعون ما يصل إلى 300 دولار في الساعة ليعلمهم كيفية ترتيب مكاتبهم وتنظيم أوقاتهم. ينطلق الكتاب من فرضية أن 60 بالمائة من الأوراق الموجودة على مكاتبنا يمكن التخلص منها دون التأثير على أدائنا الوظيفي. هذا بالإضافة إلى الادعاء بأن توفير 30 ثانية كل خمس دقائق يمكن أن يؤدي إلى تحرير ساعة كاملة يوميًا يمكن استغلالها بشكل أكثر فعالية.
الكتاب يعرض أسلوبًا خطوة بخطوة يهدف إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع المهام اليومية والمستندات والمراسلات الواردة، مع التركيز على تقليل الفوضى التي يمكن أن تتراكم في مكان العمل. يوضح ماير كيف يمكن للمرء أن يأخذ زمام المبادرة في إدارة وقته ومكتبه وحتى توجهه الشخصي، من خلال تقديم نصائح ملموسة وتوجيهات عملية يمكن تطبيقها بسهولة لتحقيق نتائج ملحوظة.
من الجدير بالذكر أن الناشر لهذا الكتاب هو “سايمون وشوستر”، وهو أحد الناشرين المرموقين في مجال الأدب العام وكتب الأعمال، مما يعزز من مصداقية وجودة المحتوى المقدم. تندرج هذه الأعمال تحت فئة الأعمال والاقتصاد، وهو ما يعكس توجه الكتاب نحو تقديم حلول عملية للتحديات اليومية التي يواجهها المهنيون ورجال الأعمال في إدارة أعمالهم.
بالإضافة إلى الإستراتيجيات والنصائح، يتناول الكتاب أيضًا التحديات النفسية والسلوكية التي قد تعيق الأفراد عن تحقيق الكفاءة في إدارة أوقاتهم ومكاتبهم. يُعد هذا الجانب من الكتاب بمثابة دعوة للقراء لفحص عاداتهم وطرق عملهم وتحديد الأمور التي تحتاج إلى تحسين.
إن الرؤية التي يقدمها جيفري ج. ماير في هذا الكتاب لا تزال ذات صلة بالعديد من المهنيين حتى يومنا هذا، حيث يواصل العالم التطور بوتيرة سريعة تتطلب مرونة وقدرة على التكيف مع المستجدات المستمرة. لذلك، يعد هذا الكتاب موردًا ثمينًا لكل من يسعى إلى تحسين أدائه وإدارة وقته بشكل أكثر فعالية، مما يمكّنهم من الوصول إلى أهدافهم بكفاءة أعلى وبجهد أقل.