في عام 1999، عندما اقترب توم ديباجيو من عمر السبعة والخمسين، كان يعتقد أنه على وشك البدء في السنوات الذهبية المريحة للتقاعد – الوقت الذي يمكن فيه قضاء الوقت مع عائلته، وأصدقائه، وحديقة الأعشاب التي قام بزراعتها ورعايتها على مدى عقود والتي كان يعيش من خلالها. ثم، في يوم من أيام الشتاء، ذكر لطبيبه خلال فحص روتيني أنه كان يتعثر في النسيان، مما يجعل عمله صعبًا. بعد تلك الزيارة المصيرية وسلسلة من الاختبارات في الأشهر اللاحقة، انضم ديباجيو إلى لواء اثني عشر مليونًا آخرين يعانون من مرض الزهايمر. ومع ذلك، تحت هذه اللعنة، حصل ديباجيو أيضًا على واحدة من أعظم الهدايا: القدرة على رصد صعودات وهبوطات عقله الذي يتلاشى.
“فقدان عقلي” هو شهادة شخصية غير عادية حول الزهايمر في مراحله المبكرة – نوع المرض الذي يجتاح العقول الأصغر سناً وأكثر يقظة. بدأ ديباجيو الكتابة في اليوم الأول لتشخيصه، واستمر على الرغم من فقدان قدرته على الاحتفاظ بواحدة من أعظم كنوز الحياة، الذاكرة. في حساب ملهم ومفصل، يرسم ديباجيو صورة واضحة لروعة الذاكرة والألم الناتج عن فقدانها. سواء كان يصف الأيام السعيدة لشباب قضاها في وقت أبريء بكثير، أو يقيم كيف أثر مرضه على من حوله، يصور ديباجيو بالكلمات بألوان مؤثرة أحد أهم جوانب حياتنا – الذكرى – وكيف أننا غالباً ما نأخذها للحسبان.
ولكن بالنسبة لديباجيو، الذاكرة ليست مجرد سرد للزمن البعيد، بل هي قدرة الإنسان على الوظيفة، والتفكير، وفي النهاية، البقاء على قيد الحياة. مع تقليص حياته إلى لحظات من الوضوح، يتألق الفهم الحقيقي للفكر وقدرته على التواصل مع العالم، وفي حالة ديباجيو، يكمن الحب والأمل في عدم القدرة على الوظيفة بقدر ما هو في القدرة على الوظيفة. إنه في نقص الوظيفة حيث يجد المرء السلام والسنوات الذهبية المريحة.
يعتبر الكتاب في آن واحد سيرة ذاتية وتاريخ طبي وشهادة عن جمال الذاكرة. “فقدان عقلي” ليس مجرد قصة عن مرض الزهايمر، بل هو حكاية جذابة عن كفاح رجل واحد للبقاء متصلًا بالعالم وبحياته الشخصية.