تمثل الأسواق المالية العالمية تحديًا كبيرًا لدول مجموعة العشرة الكبار، وهذا ما يناقشه كتاب “أسواق رأس المال العالمية: تحدي لمجموعة العشرة الكبار” من تأليف جاري كلايد هوفباور، ويندي دوبسون، وهيون كو تشو. يشير الكتاب إلى أن “لكل مقترض سيء، ولكل مشروع فاشل، هناك أيضًا مقرض أو مستثمر مسؤول”، وهذا التحليل ينطبق بشكل خاص على النقاش الحالي في الأسواق المالية: هل يجب على المصارف الخاصة ومديري الاستثمار تحمل حصة أكبر من التكاليف عندما تندلع الأزمات المالية في الاقتصادات الناشئة؟
يقوم النقاد الذين قاموا بتحليل “أنابيب” البنية المالية العالمية بتوجيه اهتمامهم بشكل كبير حتى الآن إلى الجانب الطلبي – الضعف الهيكلي في الأسواق الناشئة. لقد قاموا بمحاسبة صارمة للصندوق النقدي الدولي لضعف أدائه وأخطاء سياساته. لكن يقول مؤلفو هذه الدراسة إن قادة الأمم العشر الكبار في المجال المالي (الدول الصناعية التي لم تتأثر بشكل كبير بالأزمات في عامي 1997 و1998) يتحملون مسؤولية – سواء تجاه مواطنيهم الخاصين أو الأسواق الناشئة – لاتخاذ موقف أكثر يقظة بكثير.
يقوم دوبسون وهوفباور بانتقاد الجانب العرضي لأسواق رأس المال العالمية، ويطرحان السؤال حول كيف يمكن لموردي رأس المال من مجموعة العشرة الكبار إصلاح أنظمتهم المالية الخاصة لجعل العالم آمنًا لتدفقات رأس المال الدولية بمقياس كبير. يقدمان صورة شاملة للتمويل الدولي من خلال استعراض شامل لتدفقات رأس المال، واللاعبين الماليين الرئيسيين وراء هذه التدفقات، والتوازن بين التكاليف والفوائد للحركات الدولية لرأس المال. يحلل المؤلفون تداعيات تغيير قواعد اللعبة ويوصون بتبني تدابير سياسية محددة.
يندرج هذا الكتاب تحت فئة “الأعمال والاقتصاد، والتسويق، والعام”، ويتم نشره من قبل “معهد بيترسون للاقتصاديات الدولية” في شهر أبريل عام 2001. يقدم الكتاب معلومات غنية وشاملة حول كيفية تحليل الأسواق المالية العالمية والتحديات التي تواجهها، وكيفية تطوير سياسات تصب في مصلحة الجميع. يُعد هذا العمل مساهمة هامة في فهم التحديات المالية الدولية وطرق التعامل معها بطريقة تحقق التوازن بين الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي المستدام.