مال و أعمال

تحديث مناهج التعليم: تعليم الأطفال الذكاء المالي في عصر المعلومات

في لقاء حصري أُجري مع الكاتب “دايموند جون”، الذي أبصرت للتو النور أحدث أعماله الأدبية الموجهة للأطفال، بعنوان “الصغير يتعلم كيف يكسب”، والمقرر إصداره في الواحد والعشرين من مارس الجاري، قدم جون تفسيراً شافياً لأهمية اهتمام الأطفال والشباب بمفهوم محو الأمية المالية. في هذا السياق، أكد جون قائلاً: “نعم، يدور كتابي برمته حول مفهوم محو الأمية المالية أو ما يُعرف بالذكاء المالي.”

في حين أن النظام التعليمي التقليدي لا يزال يعتمد إلى حد كبير على الأساليب التقليدية، وتظل بعض الدروس تعود إلى زمن الحروب العالمية الثانية، إلا أن جون يرى أن التحديات الحديثة تتطلب التفكير بشكل جديد. في عصر المعلومات والتطبيقات، يظهر أن هناك تحديات غير مسبوقة، ومن ثم يثير السؤال: لماذا لا يبدأ الأفراد رحلتهم في فهم كيفية كسب وإدارة الأموال بطريقة صحيحة منذ سن مبكرة؟

يبرز جون أنه في الغرب، يعتاد الطلاب على التعامل مع الديون الطلابية بقيمة تصل إلى 500,000 دولار عند بلوغهم سن 16 أو 17 عامًا. يعتبر هذا بداية للتفاعل مع المؤسسات المالية الكبرى، وهنا يظهر الدور المهم للذكاء المالي في فهم ما يفيد ويضر الفرد. بدلاً من رؤية هذه المؤسسات كمجرد جهات إقراض، يجب على الأفراد أن يتعلموا كيف يتعاملون معها بحكمة وفهم.

ويركز جون أيضاً على أهمية تعليم الأطفال قيمة وتحديات الاستثمار وكيفية التفكير في مستقبلهم المالي، خاصة عند اتخاذ قرارات بشأن التعليم العالي. يشدد على أهمية وعي الأفراد بالبدائل المتاحة لهم، سواء كانت ذلك الالتحاق بالكلية أو البدء في مشروع شخصي. يوضح أن الشخص يجب أن يحدد بعناية ما يريد حقاً، متجنبًا التأثيرات الخارجية والقرارات السطحية.

في نهاية المطاف، ينادي جون إلى ضرورة تغيير الفكر الاجتماعي حيال التعليم المالي، وضرورة إدراك الفرد للقيمة المضافة لتعلم كيفية التعامل مع المال بشكل ذكي ومستدام. يعزز فهم الأطفال والشباب لهذه القضايا المالية بشكل مبكر، كخطوة أساسية نحو مستقبل مالي أفضل وتحقيق أهدافهم بطريقة مدروسة ومستنيرة.

المزيد من المعلومات

“دايموند جون” يستعرض في كتابه الجديد “الصغير يتعلم كيف يكسب” عدة جوانب متعلقة بالتربية المالية والذكاء المالي للأطفال والشبان. يشير إلى أن النظام التعليمي التقليدي لا يزال يعاني من تقنيات تعليمية قديمة، ويقدم العديد من الأمثلة التي تظهر ضرورة تحديث المناهج التعليمية لتلبية تحديات العصر الحديث.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم “جون” تحليلاً عن كيفية تغيير الطريقة التقليدية للنظام المدرسي في التعامل مع المال والاستثمار. يؤكد على أهمية تحفيز الأطفال لفهم قيمة الأموال وتعلم كيفية إدارتها بشكل ذكي. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى تضافر الجهود بين الأهل والمدرسة لنقل هذه المفاهيم بطريقة شيقة وملهمة.

في سياق مواكبة التطورات الحديثة، يناقش “جون” أيضًا كيف يمكن استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز الأطفال على فهم الأمور المالية بشكل أفضل. يشجع على استخدام وسائل التواصل الرقمي لجذب انتباه الشبان وتقديم المعلومات بشكل يتناسب مع عالمهم الرقمي.

علاوة على ذلك، يتناول “جون” في كتابه أهمية تعليم الأطفال مهارات جمع المال والاستثمار بشكل مبكر. يشدد على أنه من الضروري أن يتم تضمين هذه المفاهيم في المناهج الدراسية لتأسيس أسس قوية لفهم مفاهيم الأعمال والاقتصاد.

وفي الختام، يعزز “دايموند جون” رؤيته بأن تعليم الأطفال للتفكير بشكل استراتيجي فيما يتعلق بالمال يساعدهم على بناء مستقبل مالي مستدام ويمكنهم من اتخاذ قرارات ذكية فيما يتعلق بالاستثمار والإدارة المالية الشخصية.