في كتاب “شريعة الشرف” للكاتب هارولد كويل، يتمحور القصة حول المحاكمة العسكرية الدرامية لضابطة شابة شجاعة، تُجبر على اتخاذ قرار حاسم – على أرض المعركة – بين إجراء سيُنقذ قواتها وبين الأمر اللا معنى من جنرال متعجرف وخائف. يواجه هارولد كويل – الذي كان ضابطًا في الجيش لفترة من الزمن – والذي أصبح برواياته السريعة الوتيرة في الحركة العسكرية مؤلفًا متصدرًا في صحيفة نيويورك تايمز، أكثر تقاليد القيادة في الجيش تقديسًا ليظهر ما يحدث عندما يتحدى شخص واحد – في هذه الحالة امرأة، في عالم كان حتى وقت قريب عالم الرجال فقط – النظام. تدور قصة الكابتن نانسي كوزاك في سياق قرار إرسال قوات أمريكية إلى كولومبيا كقوة لحفظ السلام لمنع الفوضى، قرار يؤدي إلى حرب شاملة وعنيفة تحارب فيها القوات الأمريكية بينما تكون في بداية المعركة، تصارع من أجل البقاء – وهي سيناريو يحمل صدى مزعجًا للجدل الحالي حول إرسال القوات الأمريكية إلى الدول الأجنبية.
تضم طاقم هارولد كويل – المألوف لقراء رواياته السابقة – ليس فقط الكابتن كوزاك، بل العميد سكوت ديكسون والمقدم هارولد سيرو – جميعهم ينخرطون في حرب حركية متصاعدة حيث يُكرر أخطاء فيتنام بشكل بارز، على عكس معارضات الضباط في الموقع. يتنافس عدد من المعارضين مع بعضهم بعضًا بشكل سيء كما لم يحدث في تاريخ الحروب – القائد الثرثار للقوات الأمريكية في كولومبيا، اللواء ك. ب. لين، الذي يخفي وجهه خلف موقف ماك آرثر يخفي الخوف والكفاءة، وهيكتور فالنديز، القائد الموهوب لفارك، الحركة الجماهيرية اليسارية الكولومبية التي تتحول، بقيادة فالنديز، إلى جيش حقيقي سيثير الرعب للواء لين ويقاتله حتى توقف، بالإضافة إلى الضباط والجنود والمدنيين والسياسيين في كلا الجانبين، الذين يُلتَقَطون في الواقع المأساوي للحرب.
كما هو الحال دائمًا، تصف هارولد كويل وصفًا مرعبًا للمعركة، ولكن في “شريعة الشرف” وصل إلى مستوى جديد من الإثارة. بلغة حادة وعضلية في النص والحركة، يأخذ القارئ إلى قلب المعركة، وفي الوقت نفسه يُسلط الضوء على نانسي كوزاك، التي تجسد مشاكل امرأة شابة، في حالة حب وأحيانًا يتبلور عليها الارتباك حول مشاعرها الخاصة، وهي تقود القوات في المعركة – وفي أفضل معنى لهذا النوع من الروايات منذ “المتمردون” – تجد نفسها تواجه محاكمة عسكرية على الرغم من بطولتها وقيادتها.