في رواية “التشريحي”، يأخذنا الكتّاب مانغويل، ألبرتو (مترجم) وأنداهازي، فيديريكو، في رحلة عبر زمن القرن السادس عشر، إلى عالم من الغموض والتحديات، حيث يتناولون قصة طبيب فينيسي يُدعى الدكتور ماتشيو مولينا، الذي يُعتقل من قبل الكنيسة بتهمة الهرطقة بسبب تحديده لموقع البظر.
تتمحور القصة حول مولينا، الذي يتجسّس على أسرار الجسد البشري ويكشف عن الجزئيات الجنسية، خاصة بالنساء، بما في ذلك موقع البظر. يتعرض هذا العالم المفتوح للجسد والجنس لاعتبارات دينية وثقافية وسياسية، ويجد نفسه في مواجهة قوى الكنيسة التي تراهن على الجهل والتحكم بالمعرفة.
تتميز الرواية بأسلوبها الشيق والمشوق، حيث تمزج بين الواقع والخيال، وتقدم نظرة نقدية على السلطة والتحكم، وتسلط الضوء على أهمية الإبداع والتفكير المستقل في مواجهة التقاليد والقيم السائدة.
“التشريحي” ليست مجرد رواية أدبية، بل هي رحلة فكرية تأخذ القارئ إلى عوالم مختلفة، تحفل بالتساؤلات حول السلطة والمعرفة والحرية الشخصية. إنها استكشاف للهوية والتعقيدات البشرية، وتعكس الروح الفكرية والثقافية في الأرجنتين وخارجها.
من خلال روايتهم هذه، يقدم الكتّاب رؤية فريدة ومميزة للتاريخ والثقافة، ويثيران العديد من القضايا الهامة التي لا تزال ذات أهمية في عصرنا الحديث، مما يجعل “التشريحي” قطعة أدبية ذات قيمة فريدة وملهمة تستحق القراءة والتأمل.