“تجليات جبل” هي رواية تحمل القارئ في رحلة أدبية عميقة داخل التراث الجزائري. كتبها الدكتور قادة جليد، هذه الرواية تبرز الروابط العميقة بين الموروث الشعبي والديني للمجتمع الجزائري وتسلط الضوء على فترات تاريخية مهمة، بدءًا من الثورة التحريرية وصولاً إلى المأساة الوطنية. تحاول الرواية الكشف عن تعقيدات التاريخ الجزائري وما يحمله من لحظات حاسمة وخطيرة.
عن الكاتب: قادة جليد
نبذة عن الكاتب
قادة جليد هو كاتب وباحث وقاص وروائي جزائري من مواليد 29 ديسمبر 1968 في بلدية فروحة بولاية معسكر. حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة بدرجة مشرف جدا من جامعة وهران عام 2006. عمل أستاذًا محاضرًا في الفلسفة في كل من جامعة وهران ومعسكر، ويشغل حاليًا منصب أستاذ الفلسفة في المركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان.
الأعمال المنشورة
الكتب المنفردة
- “العلية في التاريخ ما بين إبن خلدون وهيغل” (دار القدس العربي، 2013)
- “سؤال العقل والتاريخ في الجزائر: مقاربات أولية” (دار القدس العربي، 2016)
- “رجل سماوي لإمرأة أرضية” (مجموعة قصصية، دار القدس العربي، 2014)
الأعمال الجماعية
- “دراسة تشخيصية لواقع الفلسفة في التعليم الثانوي” (الملتقى الوطني لمادة الفلسفة، مديرية التربية لولاية مستغانم بالتنسيق مع قسم الفلسفة بجامعة وهران، 1997)
- “تعليمية الفلسفة في الجزائر: من التلقين إلى الحوار” (أعمال الملتقى الوطني حول تعليميات العلوم الإنسانية، مجلة المبرز عدد خاص، المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة، الجزائر، 2000)
- “الفلسفة الأرسطية وامتداداتها في الفكر الخلدوني” (أعمال الملتقى الدولي الثاني في الفلسفة، جامعة منتوري قسنطينة، 2001)
- “نظرية نهاية التاريخ في الغرب: دعوة علمية أم دعاية إيديولوجية” (مجلة الكلمة، لبنان، ع35، 2002)
- “قراءة في المرجعية الثقافية عند هشام شرابي” (أعمال الندوة الفكرية حول فكر هشام شرابي، النقد الحضاري بين الاختلاف والحداثة، مخبر الفلسفة وتاريخها، جامعة وهران، 2002)
- “نقد التراث والآخر عند حسن حنفي” (حوارات الإسكندرية، أعمال الملتقى السنوي للجمعية الفلسفية المصرية، مصر، 2008)
- “نحو فلسفة جديدة للتاريخ العربي عند حسن حنفي” (مجلة كتابات معاصرة، لبنان، ع75، 2010)
- “philosophie, discours et méthode” (séminaire de formation sur le questionnement philosophique, institut de pratiques philosophique, باريس، 2011)
- “الفلسفة في زمانها عند هيغل” (مجلة كتابات معاصرة، لبنان، ع99، 2016)
- “هيغل والثورة الفرنسية” (مجلة كتابات معاصرة، ع100، 2017)
العضويات والمشاركات
- عضو الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية.
- عضو الجمعية الفلسفية المصرية.
- له مقالات منشورة في العديد من الصحف الوطنية والدولية.
رواية “تجليات جبل”
نظرة عامة
“تجليات جبل” هي رواية تسعى لاستكشاف التراث الجزائري الشعبي والديني، وربط الماضي بالحاضر لفهم تأثيرات الأحداث التاريخية على الوعي الجماعي. تتناول الرواية مرحلتين حاسمتين في تاريخ الجزائر: الثورة التحريرية والمأساة الوطنية، وتحاول الربط بين هاتين الفترتين للكشف عن تعقيدات التاريخ وتأثيراته على المجتمع.
المحتوى والتحليل
الموروث الشعبي والديني
تبدأ الرواية بتسليط الضوء على الموروث الشعبي والديني في الجزائر، حيث يعتبر الكاتب أن هذا الموروث هو الأساس في تشكيل الوعي الجماعي والتمثلات الوجودية للحياة. يعرض الكاتب العديد من القصص والحكايات الشعبية التي تعكس روح المجتمع الجزائري وثقافته المتجذرة في الدين والتقاليد.
الثورة التحريرية
تتناول الرواية فترة الثورة التحريرية، وهي مرحلة مشرقة في تاريخ الجزائر، حيث ناضل الشعب الجزائري من أجل الاستقلال والتحرر من الاستعمار الفرنسي. يعرض الكاتب بمهارة الأحداث التاريخية والشخصيات البطولية التي ساهمت في تحقيق الاستقلال، مما يعكس قوة الإرادة والصمود لدى الشعب الجزائري.
المأساة الوطنية
تنتقل الرواية بعد ذلك إلى فترة المأساة الوطنية، وهي مرحلة مليئة بالبشاعة والافتراءات التي عانى منها المجتمع الجزائري. يحاول الكاتب تسليط الضوء على الأزمات والصراعات الداخلية التي مرت بها الجزائر، ويبرز التحديات التي واجهها الشعب في سبيل الحفاظ على هويته ووحدته.
الربط بين الفترتين
أحد الأهداف الرئيسية للرواية هو الربط بين مرحلتي الثورة التحريرية والمأساة الوطنية. يحاول الكاتب كشف العقد التاريخية التي تتفجر في المنعطفات الحاسمة، ويبرز كيفية تأثير هذه الفترات على الوعي الجماعي للمجتمع الجزائري. من خلال هذا الربط، يسعى الكاتب إلى تقديم رؤية شاملة لتاريخ الجزائر وفهم أعمق للتحديات والنجاحات التي مر بها الشعب الجزائري.
الأسلوب الأدبي
يعتمد قادة جليد في روايته على أسلوب سردي مميز يجمع بين السرد التاريخي والتحليل الفلسفي. يستخدم الكاتب لغة غنية بالرموز والدلالات، مما يجعل النص عميقًا ومعبرًا عن التجارب الإنسانية والجماعية. كما يستفيد الكاتب من خبرته الأكاديمية والفلسفية في تقديم تحليل عميق للأحداث والشخصيات، مما يضفي بعدًا فلسفيًا على الرواية.
الرسائل والأهداف
تسعى رواية “تجليات جبل” إلى تحقيق عدة أهداف ورسائل، منها:
- تعزيز الهوية الوطنية: من خلال تسليط الضوء على الموروث الشعبي والديني، تهدف الرواية إلى تعزيز الهوية الوطنية والافتخار بالتراث الجزائري.
- فهم التاريخ: تقديم رؤية شاملة للتاريخ الجزائري، وربط الفترات المختلفة لفهم تأثيراتها على الوعي الجماعي.
- تحليل الفلسفة: استخدام التحليل الفلسفي لفهم الأحداث التاريخية والشخصيات، مما يساعد على تقديم تفسير أعمق للتجارب الإنسانية.
- الدعوة إلى الوحدة: من خلال عرض التحديات والصراعات، تدعو الرواية إلى الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع الجزائري لمواجهة التحديات المستقبلية.
خاتمة
تعتبر رواية “تجليات جبل” للدكتور قادة جليد عملاً أدبيًا مميزًا يبرز العمق الثقافي والفلسفي للمجتمع الجزائري. من خلال تناول فترات تاريخية حاسمة وربطها بالتراث الشعبي والديني، تقدم الرواية رؤية شاملة لتاريخ الجزائر وتعزز الهوية الوطنية. إنها دعوة لفهم أعمق للتاريخ والتحديات التي واجهها الشعب الجزائري، وتعكس إرادة الصمود والوحدة التي ميزت هذا المجتمع عبر العصور.
ملخص
تعد رواية “تجليات جبل” للكاتب قادة جليد إحدى الأعمال الأدبية البارزة في التراث الجزائري، حيث تقدم نافذة نثرية مميزة تفتح أمام القارئ ليستكشف عوالم متشابكة من العادات والتقاليد والرموز التي تشكل جوهر الحياة الاجتماعية في هذا البلد العريق. تمتد صفحاتها المشوقة على مسافة 150 صفحة، متنوعة في تجلياتها ومحتواها، ما يجعلها محط اهتمام القراء والباحثين عن الأدب الغني بالثقافة.
تأخذنا الرواية في رحلة استكشافية عبر الزمن والمكان، حيث ترصد ببراعة لا مثيل لها تفاصيل حياة الناس وكيفية تأثير العادات والتقاليد في تشكيل هويتهم الفردية والجماعية. يتمثل جمال هذا العمل في استعراضه الدقيق للتفاصيل اليومية واللحظات الحاسمة التي تكون أحياناً مفاتيح فهم أعماق الشخصيات وتطورها.
صدرت هذه الرواية الرائعة في عام 2018 عن دار النشر والتوزيع “ببلومانيا”، ما يعكس التزامها بنشر الأعمال الأدبية ذات القيمة والأهمية. يأتي الكتاب بتغليف ورقي جميل يعزز قيمته الجمالية ويجعلها قطعة فنية في ذاتها.
في سياق الأدب والخيال، تتألق “تجليات جبل” كرواية تتجاوز مجرد سرد الأحداث إلى توفير تجربة غنية ومعمقة. تندمج في إطار الروايات، وتحديدًا في فئة الروايات الجزائرية، لتمنح القارئ نافذة فريدة نحو تراث يحمل في طياته لوحات تعكس جمال وتعقيد حياة الجماعة وأفرادها.
في الختام، تظهر “تجليات جبل” كمحط أدبية تستحق الاكتشاف والاستمتاع، حيث تأخذنا في رحلة مشوقة إلى عالم مليء بالحكايات والدروس الحياتية، مما يجعلها إضافة قيمة لمكتبة كل محب للأدب والثقافة الجزائرية.