رواية “ظل الله” التي ألفها أنتوني أ. جودمان، تعد عملاً أدبيًا يستحضر ببراعة زمنًا تاريخيًا حافلًا بالأحداث المهمة، حيث تنسج خيوط قصتها حول الصراع المسلح والإيمان المتباين خلال القرن السادس عشر. تدور أحداث الرواية في العام 1522، في جزيرة رودس اليونانية، حيث يجتمع شخصيتان قياديتان ذاتا تأثير ملحوظ في التاريخ؛ سليمان القانوني، الحاكم الشاب البالغ من العمر خمسة وعشرين عامًا للإمبراطورية العثمانية، وفيليب دو ليزل آدم، الرئيس الكبير البالغ من العمر ثمانية وخمسين عامًا لفرسان رودس، الذين يعرفون أيضًا بفرسان الهيكل.
تُظهر الرواية كيف دافع فيليب وحوالي 500 فارس من أوروبا عن مدينتهم المحصنة ضد هجوم ضخم شنه جيش سليمان الذي ضم قرابة 200,000 رجل، في معركة دامت 145 يومًا وأصبحت معلمًا تاريخيًا لحروب الحصار. يتميز السرد في “ظل الله” بدقته التاريخية العالية، حيث يستحضر الصراع الحضاري بين المسلمين والمسيحيين، وبين الإمبراطورية العثمانية وآخر فرسان الحروب الصليبية. كما يُبرز العمل قوة ونفوذ اثنين من أبرز الرجال في زمانهما.
بالإضافة إلى السياق التاريخي، تتضمن الرواية خطوطًا درامية معقدة تحمل في طياتها قصص حب محرمة وزيجات سرية تخطي الحدود الدينية والثقافية. إحدى هذه القصص هي زواج سري بين ممرضة يهودية جميلة وفارس فرنسي مسيحي، وكذلك الحب المحظور الذي يكنه الرئيس الأعلى للفارسة هيلين الجميلة.
هذه الرواية، بجمالية سردها وتفصيلها التاريخي، تشكل ملحمة من الشجاعة والبسالة، تروي قصة جمال ورعب وانتصار في زمن طغى عليه الوحشية والشرف والولاء. وقد أكدت مجلة “بابليشرز ويكلي” أن الرواية “مصورة بحيوية شديدة بحيث يتمنى عشاق الروايات التاريخية ومحبو التاريخ الوسيط أن يكون هناك استكمال لها”. ووصفتها “مكتبة جورنال” بأنها “حساب خيالي ممتع ومكتوب جيدًا لحصار العثمانيين الذي استمر 145 يومًا لجزيرة رودس اليونانية”.
“ظل الله” تُنشر بواسطة دار نشر “سورس بوكس لاندمارك”، وقد صدرت لأول مرة في أكتوبر عام 2003. تصنف هذه الرواية ضمن الأدب العام وتتضمن عناصر تعكس التجارب والتاريخ الأفريقي الأمريكي أيضًا، مما يجعلها عملاً أدبيًا غنيًا ومتعدد الأبعاد يتناول الصراعات الإنسانية في إطار تاريخي مثير.