تم تطوير عقار “لاتودا” (Latuda) لعلاج اضطراب الشخصية الثنائي، وهو اضطراب يتسم بتقلبات مزاجية حادة تتراوح بين فترات من الهومنوميا والفتور إلى فترات من النشاط المفرط والإثارة. ويعتبر هذا العقار بمثابة أحدث جيل من الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تعتمد على آلية عملها في تنظيم النشاط الكيميائي في الدماغ، وبالتالي تحسين المزاج والتحكم في التقلبات المزاجية.
تعتبر تجارب المرضى الفردية مهمة لفهم فعالية الدواء، وقد قدم أحد المرضى تقييماً إيجابياً لتجربته مع “لاتودا”. بعد توقفه عن استخدام عقار آبيليفاي الذي أصبح متاحاً بشكل عام مؤخراً، والذي كان يستخدمه لعلاج اضطرابه الثنائي، واستمراره فقط في تناول الويلبوترين والزاناكس للمساعدة في معالجته، شعر المريض بتدهور واضح في حالته النفسية. بناءً على توصية العلاج، قرر تجربة عقار “لاتودا”، وبالرغم من توتره من تجربة أدوية جديدة بسبب الآثار الجانبية التي يعاني منها بشكل شائع، إلا أنه قرر تجربته بناءً على تقييمات إيجابية قرأها.
بدأ المريض باستخدام جرعة 20 ملغم من العقار، ولكن بعد عشرة أيام، لم يشعر بتحسن ملحوظ في حالته سوى بزيادة في الأحلام الواضحة. ولكن عند زيادة الجرعة إلى 40 ملغم، لاحظ تحسناً ملحوظاً في حالته، حيث انخفضت مستويات القلق والاكتئاب. وعلى الرغم من عدم وجود أعراض جانبية مزعجة مثل الغثيان أو زيادة الوزن، إلا أنه شعر بالنعاس الشديد بعد ساعتين من تناول الدواء، إلى جانب استمرار زيادة في الأحلام الواضحة.
تمت الموافقة على استخدام العقار “لاتودا” من قبل اللجنة الأمريكية لمراقبة الأدوية والأغذية في 10 سبتمبر 2015، وقد تم وصفه 48 مرة حتى الآن، مما يشير إلى اعتماد المجتمع الطبي عليه كخيار علاجي فعال لاضطراب الشخصية الثنائي.
يعتبر تقييم المريض لفعالية العقار بدرجة 8 من 10 إشارة إيجابية إضافية لفعالية “لاتودا” في علاج اضطراب الشخصية الثنائي. وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية المزعجة مثل النعاس والأحلام الواضحة، إلا أن فوائده الإيجابية في تحسين المزاج والتقليل من القلق والاكتئاب يجعله خيارًا شائعًا بين المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب.