دواء Humira، الذي يُعرف علمياً باسم أداليموماب (Adalimumab)، هو دواء يستخدم لعلاج عدة حالات مرضية تتعلق بجهاز المناعة، بما في ذلك الصدفية. تم تطويره ليعمل عن طريق تثبيط نشاط بروتين معين في الجسم يُسمى عامل نخر الورم (TNF)، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في العمليات الالتهابية المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية.
استخدام Humira لعلاج الصدفية:
الصدفية هي حالة مرضية مزمنة تؤدي إلى تراكم خلايا الجلد بسرعة مما يسبب ظهور بقع جلدية حمراء ومتقشرة. غالباً ما تؤثر الصدفية على مناطق مختلفة من الجسم، وقد تسبب حكة وتهيجاً شديدين. Humira يُستخدم عادةً للمرضى الذين يعانون من أشكال متوسطة إلى شديدة من الصدفية، وخاصةً عندما تفشل العلاجات الموضعية أو الأشعة فوق البنفسجية في تحقيق النتائج المطلوبة.
تم اعتماد الدواء من قبل الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء (UIC) لعلاج الصدفية في 28 أبريل 2015، وهو من العلاجات البيولوجية التي تعتمد على تعديل نشاط الجهاز المناعي لتقليل التهابات الجلد وتحسين الأعراض.
تجربة المريض مع Humira:
إحدى المريضات، والتي تبلغ من العمر 38 عاماً وتعاني من الصدفية منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها، شاركت تجربتها مع استخدام Humira. المريضة جربت على مدار سنوات طويلة العديد من العلاجات الموضعية مثل الكريمات والمراهم، إلى جانب العلاج بالأشعة فوق البنفسجية. وقد ذكرت أنها كانت تمر بفترات “هدوء” حيث كانت المناطق المصابة محدودة وكانت تعتمد في علاجها على جلسات تسمير عرضية (Tanning).
في مارس من العام الماضي، قررت المريضة تجربة Humira. بعد أسبوع واحد فقط من بدء استخدام الدواء، لاحظت تحسنًا ملحوظًا وبدأت بشرتها في الشفاء التدريجي. وبعد مرور 2-3 أسابيع، كانت المريضة قد شُفيت تمامًا من أعراض الصدفية. إلا أن هذه النتائج الإيجابية رافقتها آثار جانبية عديدة.
الآثار الجانبية:
رغم أن Humira كان فعالًا للغاية في علاج الصدفية، حيث أعطت المريضة الدواء تقييمًا من ناحية الفعالية قدره 10 من 10، إلا أن الآثار الجانبية كانت مزعجة جداً. أشارت المريضة إلى أنها بدأت تعاني من:
- تعرّق ليلي مفرط
- عدم انتظام ضربات القلب
- ألم شديد ومتناوب في منطقة البطن
- فقدان الشهية
- صداع
تلك الآثار الجانبية كانت شديدة لدرجة أن المريضة اضطرت للتوقف عن استخدام Humira في مايو، وقد لاحظت أن بعض الآثار الجانبية بدأت تتلاشى تدريجياً بعد التوقف عن العلاج. ومع ذلك، لا تزال تعاني من مشكلات أخرى مثل الآلام الشديدة التي تسبق الدورة الشهرية والتي قد تستمر لمدة تصل إلى أسبوع.
وبعد توقف المريضة عن استخدام الدواء، عادت حالة الصدفية إلى الأسوأ، حيث تفاقمت الأعراض بشكل كبير وأصبحت حالة الصدفية أسوأ مما كانت عليه من قبل. وبعد مرور ما يقارب عام كامل، بدأت حالة المريضة تتحسن بشكل طفيف لكنها لم تعد إلى الحالة التي كانت عليها قبل استخدام الدواء.
فعالية الدواء:
رغم الآثار الجانبية الكبيرة التي عانت منها المريضة، إلا أنها أعطت الدواء تقييمًا مرتفعًا جدًا من ناحية الفعالية في علاج الصدفية. يعتبر Humira أحد الأدوية الأكثر فعالية في السوق لعلاج حالات الصدفية المتوسطة إلى الشديدة، حيث يعمل على تحسين الأعراض بشكل ملحوظ في غضون أسابيع قليلة. وبالنسبة لكثير من المرضى، يمثل Humira الأمل في تخفيف الأعراض الحادة التي تعطل حياتهم اليومية.
موافقة الدواء ووتيرة الوصف:
تمت الموافقة على Humira لعلاج الصدفية في 28 أبريل 2015، ومنذ ذلك الحين تم وصف الدواء عدة مرات لمرضى يعانون من هذه الحالة. بناءً على البيانات المتاحة، تم وصف الدواء لما يقرب من 19 مرة خلال السنوات التي تلت اعتماده.
يعتبر Humira من العلاجات البيولوجية التي تحتاج إلى وصفة طبية دقيقة وتحت إشراف طبي دقيق، نظرًا لآثاره الجانبية المحتملة والتي قد تؤثر على صحة المرضى بشكل عام. يتطلب استخدامه مراقبة دورية لضمان عدم تفاقم الآثار الجانبية وللتأكد من أن المريض يستفيد من العلاج بدون تعريض نفسه لمخاطر صحية كبيرة.
التقييم العام:
بناءً على تجربة هذه المريضة، فإن فعالية Humira في علاج الصدفية لا يمكن إنكارها، حيث تمكن الدواء من تحسين حالتها بشكل كبير في فترة قصيرة. لكن الآثار الجانبية التي صاحبت استخدام الدواء كانت مرهقة ومزعجة لدرجة أن المريضة اضطرت إلى التوقف عن استخدامه.
يجب على المرضى الذين يفكرون في استخدام Humira للتعامل مع الصدفية أو غيرها من الحالات المرتبطة بالمناعة الذاتية التحدث مع أطبائهم بشكل مفصل حول الفوائد والمخاطر المحتملة. من المهم جداً أن تكون المراقبة الطبية مستمرة وأن يتم التوقف عن الدواء إذا كانت الآثار الجانبية خطيرة.
في النهاية، يعتمد القرار باستخدام Humira على التوازن بين الفعالية في علاج الحالة المرضية والتحكم في الأعراض الجانبية. بالنسبة لبعض المرضى، مثل هذه المريضة، قد يكون الخيار الصعب هو إيجاد التوازن بين تحسين جودة الحياة والتعامل مع التحديات الصحية التي قد تنشأ نتيجة استخدام الأدوية البيولوجية.
التقييم النهائي:
تقييم المريضة الشامل للدواء هو 6.13 بناءً على تجربتها الشخصية، حيث كانت الفعالية مذهلة ولكن الآثار الجانبية قللت من هذا التقييم النهائي.