ميرينا (Mirena) هو جهاز منع الحمل الذي يستخدم بشكل رئيسي كوسيلة فعالة لمنع الحمل على المدى الطويل. يتميز ميرينا بكونه لولب هرموني يتم إدخاله في الرحم، حيث يفرز كميات صغيرة من هرمون الليفونورجيستريل (Levonorgestrel) لمنع الحمل. يعمل هذا الجهاز عن طريق تكثيف مخاط عنق الرحم، ما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة، وكذلك عن طريق تثبيط نمو بطانة الرحم، مما يقلل من احتمالية انغراس البويضة المخصبة.
استخدامات ميرينا في منع الحمل
يعتبر ميرينا خياراً ممتازاً للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد ولا يرغبن في تذكر تناول حبوب منع الحمل يوميًا. بالإضافة إلى دوره في منع الحمل، يمكن استخدام ميرينا لعلاج بعض الحالات الصحية الأخرى مثل غزارة الطمث أو الانتباذ البطاني الرحمي. الجهاز صالح للاستخدام لمدة تصل إلى خمس سنوات، مما يجعله وسيلة فعالة ومريحة للعديد من النساء اللواتي يفضلن وسيلة منع حمل لا تتطلب الكثير من المتابعة المستمرة.
تجربة إحدى المريضات مع جهاز ميرينا
في تجربة إحدى السيدات البالغة من العمر 26 عامًا والتي لم تنجب بعد، تمت مشاركة تجربتها مع جهاز ميرينا بعد استخدامه لمدة ثلاثة أشهر. كانت السيدة تبحث عن وسيلة لمنع الحيض نظرًا لطبيعة عملها الذي يتطلب تواجدها في مناطق نائية حيث تكون الظروف غير مريحة لإدارة فترة الحيض. على الرغم من أن السيدة كانت سعيدة في نهاية الأمر بنتائج ميرينا، إلا أن عملية إدخال الجهاز كانت مؤلمة بشكل كبير بالنسبة لها.
تصف السيدة أن الإدخال كان مؤلماً للغاية على الرغم من تناولها حبتين من مسكن الألم “بانادول” قبل الإجراء بناءً على نصيحة الطبيب لتخفيف الألم. ولكن الألم استمر لمدة دقيقة إلى دقيقتين، ثم انتهى الأمر بسرعة. بعد ذلك، عانت السيدة من بعض النزيف الخفيف لمدة يومين فقط، وهو ما اعتبرته أمراً طبيعياً. استخدمت في هذه الفترة فوطة صحية خفيفة.
تأثيرات ميرينا الجانبية التي عادة ما تثير قلق العديد من النساء، مثل زيادة الوزن أو مشاكل البشرة، لم تحدث للسيدة، مما جعل تجربتها أكثر إيجابية. كما أنها أكدت على أنها لم تشهد نزولاً للحيض منذ إدخال الجهاز، وهو ما كان من أهدافها الأساسية عند اختيار ميرينا. بشكل عام، كانت السيدة راضية جداً عن النتائج بعد استخدام ميرينا لمدة ثلاثة أشهر.
مقارنة بين تجربة المريضة وتجربة شقيقتها
تروي السيدة أيضاً أن شقيقتها قامت بإجراء نفس الإجراء الأسبوع الماضي، لكنها قررت إجراءه لدى طبيب النساء بدلاً من الطبيب العام (GP). الفرق الرئيسي بين تجربتيهما كان في التسكين المستخدم أثناء إدخال الجهاز. في حالة السيدة، كانت النصيحة هي تناول المسكنات العادية مثل “بانادول” مما أدى إلى شعور شديد بالألم. بينما في حالة شقيقتها، تم استخدام غاز التخدير أثناء الإدخال، ولم تشعر بأي ألم على الإطلاق.
وتشير السيدة إلى أن التكلفة قد تكون عاملًا مهمًا في تحديد نوع الرعاية الصحية المتاحة، حيث كان الفرق في التكلفة بين الطبيب العام (120 دولارًا أستراليًا) وطبيب النساء (500 دولار أسترالي). يوضح هذا الاختلاف في التكلفة والتجربة بين الطبيب العام وطبيب النساء أن التكلفة قد تكون مرتبطة بمستوى الراحة والتخدير المقدم أثناء الإجراء.
تقييم الفعالية
استنادًا إلى تجربة السيدة، قدمت ميرينا لها نتائج رائعة، حيث منحت الجهاز تقييمًا فعاليًا يصل إلى 10 من 10. يعكس هذا التقييم رضاها التام عن النتائج التي حققتها ميرينا بعد الاستخدام لمدة ثلاثة أشهر، والتي شملت توقف الدورة الشهرية وتقليل الأعراض الجانبية المحتملة التي كانت تخشى حدوثها.
موافقة هيئة الغذاء والدواء
جهاز ميرينا حصل على موافقة الهيئة التنظيمية الدولية للأدوية (UIC) في 23 فبراير 2015، ويعتبر منذ ذلك الحين وسيلة آمنة وفعالة لمنع الحمل مع معدل نجاح مرتفع. ومع ذلك، وعلى الرغم من أنه تمت الموافقة عليه، فإنه لا يوجد بيانات متاحة حول عدد مرات وصفه حتى الآن.
الخاتمة
يعتبر جهاز ميرينا وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل على المدى الطويل، ويتميز بالعديد من المزايا التي تشمل تقليل عدد مرات الحيض أو إيقافه تمامًا، بالإضافة إلى قلة الأعراض الجانبية الخطيرة. تجارب المريضات، مثل تلك التي شاركتها السيدة في العشرينيات من عمرها، تعكس الفوائد الكبيرة التي يوفرها الجهاز على الرغم من بعض التحديات المرتبطة بإدخاله. كما أن التكلفة قد تختلف بناءً على نوع الرعاية الطبية المقدمة، وهو عامل يجب أن تأخذه النساء في الاعتبار عند التفكير في استخدام ميرينا.
في النهاية، يعد ميرينا خيارًا مثاليًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد، بشرط الاستعداد لتحمل الألم المحتمل أثناء الإدخال والاستفادة من الاستشارة الطبية المناسبة بشأن الخيارات المتاحة لتخفيف الألم.