فورتيوكستين (Vortioxetine)، المعروف أيضًا باسمه التجاري “ترينتيليكس” (Trintellix)، هو دواء يستخدم لعلاج الاكتئاب الشديد (Depression) الذي يُعرف أيضًا باضطراب الاكتئاب الكبير. تم تطوير هذا الدواء كعلاج محسّن لاضطرابات الاكتئاب، حيث يعمل على تعديل عمل النواقل العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين، بهدف تحسين المزاج وتقليل الأعراض الاكتئابية.
آلية عمل فورتيوكستين
يعمل فورتيوكستين كمهبطٍ انتقائي لإعادة امتصاص السيروتونين (SSRI) ولكنه يختلف عن غيره من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين التقليدية نظرًا لتأثيره المتعدد على مستقبلات السيروتونين. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر فورتيوكستين على مستقبلات أخرى مثل مستقبلات 5-HT1A و5-HT3، مما يجعله يتميز بآلية معقدة ومتعددة الأبعاد لتخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.
استخدام الدواء لعلاج الاكتئاب
فورتيوكستين يوصف لعلاج اضطراب الاكتئاب الكبير (Major Depressive Disorder)، وهو اضطراب نفسي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم ويؤدي إلى شعور عميق بالحزن وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة اليومية. تهدف العلاجات الدوائية إلى تقليل شدة هذه الأعراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
تمت الموافقة على فورتيوكستين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الاكتئاب في 27 فبراير 2017. منذ ذلك الحين، تم وصف الدواء ما يقارب 26 مرة بناءً على البيانات المتاحة، وهذا يشير إلى أنه لا يعتبر الدواء الأكثر شيوعًا في العلاج ولكنه يستخدم في حالات معينة قد تتطلب تدخلاً متخصصًا.
تقييم أحد المرضى لتجربته مع فورتيوكستين
أحد المرضى الذين استخدموا فورتيوكستين لمدة ثلاثة أسابيع قام بمشاركة تجربته، والتي كانت مملوءة بالمصاعب الجانبية. قال المريض: “لقد كنت أتناول ترينتيليكس لمدة 3 أسابيع تقريبًا، وكنت بائسًا طوال هذه الفترة. أعلم أن الدواء الجديد يحتاج إلى حوالي شهر قبل أن نتمكن من معرفة ما إذا كان يعمل فعلاً. من اليوم الأول، كنت أعاني من صداع، أحلام غريبة، طعم موز مستمر، وجفاف الفم. الأحلام كانت متداخلة ومزعجة، والطعم الذي أشعر به يشبه طعم النكهة الاصطناعية مثل الحلوى أو الكعك الخفيف. إنه مستمر حتى بعد تناول الأطعمة الحامضة مثل المخللات. كما أنني أحتاج إلى شرب شيء باستمرار لمحاولة التخلص من جفاف الفم. لدي إصابة دماغية رضية تجعل دماغي مختلفًا. أتناول 450 مجم من لاميكتال و300 مجم من ويلبوترين، والآن أضفت إليهم ترينتيليكس. أعتقد أنني سأضطر إلى التوقف عن تناول جرعة الـ10 مجم من ترينتيليكس”.
يتضح من هذه المراجعة أن المريض واجه تحديات جسدية ونفسية كبيرة بسبب الآثار الجانبية، مثل الصداع وجفاف الفم والأحلام غير المستقرة والطعم المزعج. وبالنظر إلى أن المريض يتناول بالفعل أدوية أخرى مثل لاميكتال وويلبوترين، قد تكون هذه الآثار مرتبطة بالتداخلات الدوائية أو بسبب استجابة جسمه المختلفة للأدوية نظرًا للإصابة الدماغية التي يعاني منها.
فعالية الدواء
بالنسبة لتقييم فعالية فورتيوكستين، فإن هذا المريض أعطى الدواء تصنيفًا منخفضًا للغاية وهو 2 من 10، ما يشير إلى أن تجربته مع الدواء كانت سلبية إلى حد كبير. يبدو أن الآثار الجانبية التي عانى منها أثرت بشكل كبير على تجربته، وربما لم يشعر بأي تحسن في أعراض الاكتئاب حتى بعد ثلاثة أسابيع من الاستخدام. يُذكر أن الأدوية المضادة للاكتئاب قد تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع لإظهار تحسن ملحوظ في الأعراض، ولكن في حالة هذا المريض، يبدو أن الآثار الجانبية كانت كبيرة جدًا لتتيح له الاستمرار في العلاج لفترة كافية لملاحظة النتائج الإيجابية.
التكرار في الوصفات الطبية
تم وصف فورتيوكستين حوالي 26 مرة، وهو عدد يعكس استخدامًا معتدلاً في معالجة حالات الاكتئاب، ويشير إلى أنه يُفضل في بعض الحالات الخاصة التي قد لا تستجيب جيدًا لمضادات الاكتئاب التقليدية الأخرى.
الخلاصة
فورتيوكستين يُعتبر خيارًا فعالًا لعلاج الاكتئاب من حيث تعديل النواقل العصبية في الدماغ بآليات متعددة. ومع ذلك، مثل معظم الأدوية النفسية، قد يعاني بعض المرضى من آثار جانبية مزعجة قد تجعلهم غير قادرين على الاستمرار في العلاج. بالنسبة لهذا المريض الذي تناول الدواء لمدة ثلاثة أسابيع، لم يكن التأثير الإيجابي للدواء كافيًا للتغلب على الآثار الجانبية. بناءً على تقييمه الشخصي، يشعر أنه قد يحتاج إلى التوقف عن تناول الدواء، وهو شيء يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب المختص.
إذا كنت تفكر في تناول فورتيوكستين أو أي دواء آخر لعلاج الاكتئاب، من المهم التحدث مع طبيبك حول جميع الأدوية التي تتناولها وحول أي آثار جانبية محتملة قد تواجهها.