فارينيكلين (Varenicline)، المعروف تجاريًا باسم “تشانتكس” (Chantix)، هو دواء يُستخدم للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. يُعد التدخين من العادات الأكثر ضررًا بالصحة العامة، حيث يُسبب العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة. تم تطوير فارينيكلين لتقديم دعم للمدخنين الذين يسعون للتخلص من هذه العادة عن طريق تقليل الرغبة في النيكوتين وتقليل الأعراض الانسحابية.
الاستخدام العلاجي لفارينيكلين
تم تصميم فارينيكلين ليعمل من خلال آلية مزدوجة. فهو يرتبط بمستقبلات النيكوتين في الدماغ، مما يمنع النيكوتين من الوصول إليها عند التدخين، ويقلل من الإحساس بالمتعة التي تأتي من النيكوتين. في الوقت ذاته، يقوم بتحفيز تلك المستقبلات بشكل خفيف، ما يقلل من الأعراض الانسحابية ويقلل من الرغبة في التدخين. هذا المزيج من التأثيرات يساعد المدخنين على تقليل شغفهم للنيكوتين وتسهيل عملية الإقلاع.
تجربة المرضى مع فارينيكلين
بينما يعتبر فارينيكلين فعالًا لدى العديد من المرضى الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين باستخدامه، إلا أن تجربته لا تخلو من الجوانب السلبية. يواجه بعض المرضى تأثيرات جانبية جسدية ونفسية قد تكون شديدة في بعض الأحيان.
أحد المرضى الذين جربوا هذا الدواء قدّم تقييمًا سلبيًا جدًا حوله، قائلاً:
“يا ناس، من فضلكم لا تستخدموا تشانتكس. لا تستخدموا. هذا دواء قاتل. قد تذهب إلى المقبرة في غضون 10-15 عامًا إذا استمررت في التدخين. ولكن باستخدام تشانتكس، قد تذهب غدًا. حظًا سعيدًا. لدي تجربة سيئة للغاية. صديقتي استخدمت هذه الحبوب وانتحرت. كانت تبلغ من العمر 43 فقط. بعد 4 أشهر قمت برحلة بحرية من لوس أنجلوس إلى فانكوفر لمدة 5 أيام. كنت أتناول تشانتكس مع صديقتي قبل وفاتها، لكن عندما ماتت توقفت عن استخدامه.”
من خلال هذا الاستعراض، يبدو أن المريض واجه تجربة مؤلمة للغاية مع الدواء، حيث أدى استخدامه إلى تأثيرات نفسية سلبية على صديقته التي انتهت حياتها بالانتحار. كما يعبر المريض عن قلقه العميق من التأثيرات النفسية المحتملة للدواء على الأفراد الذين يستخدمونه.
التقييم الفعّال للدواء
بالنظر إلى التقييم السلبي الذي قدمه المريض، فقد أعطى فارينيكلين درجة فعالية منخفضة للغاية، حيث منح الدواء تقييمًا قدره 1 من 10. يشير هذا إلى أن المريض لم يجد فارينيكلين مفيدًا في الإقلاع عن التدخين، بل واجه تجربة صعبة للغاية أدت إلى نتائج مأساوية.
الموافقة والتنظيم الطبي
تمت الموافقة على فارينيكلين من قِبل اللجنة التنظيمية في الولايات المتحدة “UIC” بتاريخ 5 مايو 2016. وعلى الرغم من هذه الموافقة الرسمية، إلا أن الدراسات أظهرت أن بعض الأفراد قد يعانون من تأثيرات جانبية خطيرة، بما في ذلك الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والأفكار الانتحارية، وهي جوانب مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند استخدام الدواء.
التوصيات
نظرًا للتجربة الشخصية السلبية للغاية التي مر بها المريض والتي أدت إلى وفاة صديقته بعد تناول الدواء، ينبغي على الأشخاص الذين يفكرون في استخدام فارينيكلين أن يناقشوا جميع المخاطر المحتملة مع أطبائهم. كما يُفضل أن يتم مراقبة المرضى عن كثب خلال فترة العلاج لضمان عدم ظهور أي تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، خاصةً على الجانب النفسي.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تاريخ سابق من الاضطرابات النفسية، يجب أن يتم تقييم حالتهم بعناية قبل بدء العلاج بفارينيكلين. قد تكون هناك حاجة إلى بدائل أخرى أقل خطورة، مثل العلاج السلوكي أو استخدام بدائل النيكوتين مثل اللصقات أو العلكة.
الوصفات الطبية
منذ الموافقة على فارينيكلين في عام 2016، تم وصف هذا الدواء حوالي 10 مرات، وهو رقم يعتبر منخفضًا نسبيًا مقارنة ببعض الأدوية الأخرى المستخدمة للإقلاع عن التدخين. يمكن أن يكون ذلك مرتبطًا بالتحذيرات المرتبطة بتأثيراته الجانبية الخطيرة وظهور بدائل أخرى في السوق قد تكون أقل خطورة.
الخلاصة
فارينيكلين هو دواء قوي وفعال للبعض في الإقلاع عن التدخين، لكنه يحمل معه مخاطر كبيرة يجب أن تؤخذ على محمل الجد. رغم أن العديد من الأفراد قد استفادوا من هذا الدواء وتمكنوا من الإقلاع عن التدخين، فإن تجربة هذا المريض تظهر الجانب المظلم للدواء والتأثيرات النفسية الخطيرة التي قد يسببها.
على الرغم من أن التدخين هو عادة ضارة للغاية ويجب على الجميع محاولة التخلص منها، إلا أن العلاج بفارينيكلين يجب أن يتم بحذر شديد وتحت إشراف طبي دقيق لتجنب أي تأثيرات جانبية خطيرة، خاصةً على الجانب النفسي.