عندما نغوص في صفحات كتاب “الاتحاد الوطني العربي؛ صفحات من تجربة جمعة حماد”، نُعيد للذاكرة تلك التجربة الرائدة التي عاشها الأردن في بدايات السبعينيات من القرن الماضي، تجربةٌ اتسمت بالجرأة والتفاني، وكانت مساحةً تعانق فيها إرادة الشعب والقائد في رحلةٍ نحو بناء وحدة وطنية قوية ومتينة. فقد كانت هذه التجربة محطة هامة في تاريخ الأردن، حيث جسدت تجسيدًا حيًا للأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق.
وقد أسهم الراحل الكبير الأستاذ جمعة حماد، الذي شغل منصب أمين عام الاتحاد الوطني العربي خلال الفترة من عام 1973 إلى عام 1974، بشكلٍ كبير في دفع عجلة هذه التجربة نحو الأمام. فقد كان له دور مشهود في توجيه الجهود نحو تحقيق أهداف الاتحاد وترسيخ مبادئه، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد في تلك الفترة، حيث ازدادت الحاجة إلى توحيد الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية.
ومن خلال قراءة هذا الكتاب، يتبين لنا مدى الحكمة والتصميم الذي أبداه جمعة حماد في قيادة الاتحاد الوطني العربي، وكيف استطاع بذلك أن يبني نموذجًا فريدًا من العمل الجماهيري، يظل إلى يومنا هذا مصدر إلهام وتحفيز للعمل السياسي الرشيد.
تُعد هذه السيرة الذاتية والمذكرات مادة غنية بالتفاصيل والحكم والدروس التي يمكن أن تفيد الأحزاب والقوى الوطنية والقومية، وتمثل درسًا قيّمًا في كيفية تحقيق الأهداف السياسية برؤية ثاقبة وتفانٍ دؤوب، وكيفية بناء وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية والازدهار للوطن.
وبمعلوماتها الوافرة وأسلوبها السلس، تعتبر هذه السيرة الذاتية إضافة قيمة لفهم تاريخ الأردن ومساراته السياسية، وتجسيدًا لروح الإصرار والتفاني في سبيل بناء مستقبلٍ أفضل للوطن وشعبه.
بالتالي، يمكن القول بأن “الاتحاد الوطني العربي؛ صفحات من تجربة جمعة حماد” للكاتب إبراهيم العجلوني، هو عملٌ مميز يستحق الاطلاع عليه، ويُشكل مصدرًا ثريًا لفهم عمق التحديات التي واجهت الأردن وكيف تم التغلب عليها بوحدة وتضحية.